399
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

والحقّ ، ولكن سلني عنك وعن أبيك ، وعن يزيد وأبيه .

فقال ابن زياد : واللَّه ، لا سألتك عن شي‏ء أو تذوق الموت غصّة بعد غصّة .
فقال عبداللَّه بن عفيف : الحمد للَّه ربّ العالمين ، أما أنّي قد كنت أسأل اللَّه ربّي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك اُمّك ، وسألت اللَّه أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه ، فلمّا كفّ بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد للَّه الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرّفني الإجابة بمنّه في قديم دعائي .

۱فقال ابن زياد : اضربوا عنقه ، فضربت عنقه وصلب في السبخة .
قال الراوي : وكتب عبيد اللَّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين وخبر أهل بيته ، وكتب أيضاً إلى عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة بمثل ذلك .

فأمّا عمرو فحين وصله الخبر صعد المنبر وخطب الناس وأعلمهم ذلك ، فعظمت واعية بني هاشم ، وأقاموا سنن المصائب والآمتم ، وكانت زينب بنت عقيل بن أبي طالب تندب الحسين عليه السلام وتقول :

ماذا تَقولونَ إذ قَالَ النَبِيُّ لَكُم‏ماذا فَعَلتُم وأَنتُم آخِرُ الاُمَمِ‏
بِعِترَتي وَبِأَهلي بَعدَ مُفتَقَدِي‏مِنهُم اُسارى وَمِنهُم ضُرَّجوا بِدَمِ‏
ماكانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُ لَكُم‏أَن تَخلِفوني بِسوء في ذوي رَحِمي‏

۲قال : فلمّا جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفاً ينادي ويقول :

أَيُّها القاتِلونَ ظُلماً حُسَيناًأبشِروا بالعَذابِ والتَنكيلِ‏
كُلُّ مَن في السماء يَبكي عَلَيه‏مَن نَبِيٍّ وشاهِدٍ وَرَسولِ‏
قَد لُعِنتُم عَلى لِسانِ ابنِ داودَوَموسى وَصاحبِ الإِنجيلِ‏
وأمّا يزيد بن معاوية ، فإنّه لمّا وصل إليه كتاب ابن زياد ووقف عليه أعاد الجواب إليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين عليه السلام ورؤوس مَن قتل معه ، وبحمل أثقاله ونسائه وعياله .

1.۲۰۶

2.۲۰۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
398

قال : وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمّهم إلى محمّد بن الأشعث وأمرهم بقتال القوم .
قال الراوي : فاقتتلوا قتالاً شديداً ، حتّى قتل بينهم جماعة من العرب .

۱قال : ووصل أصحاب ابن زياد (لعنه اللَّه) إلى دار عبداللَّه بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه ، فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر .

فقال : لا عليك ناوليني سيفي ، فناولته إيّاه ، فجعل يذبّ عن نفسه ويقول :

أَنا ابنُ ذي الفَضلِ عَفيفِ الطاهِرِعَفيفٌ شَيخي وَابنُ اُمِّ عامِرِ
كَم دارِعٍ مِن جَمعِكُم وَحاسِرِوَبطَلٍ جَدَّلتُهُ مُغاوِرِ
قال : وجعلت ابنته تقول : يا أبتِ ، ليتني كنت رجلاً اُخاصم بين يديك هؤلاء القوم الفجرة ، قاتلي العترة البررة .

قال : وجعل القوم يدورون عليه من كلّ جهة ، وهو يذبّ عن نفسه وليس يقدر عليه أحد ، وكلّما جاؤوه من جهة قالت : يا أبتِ ، جاؤوك من جهة كذا ، حتّى تكاثروا عليه وأحاطوا به ، فقالت ابنته : واذلّاه! يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به . فجعل يدير سيفه ويقول :

اُقسِمُ لَو يُفسَحُ لي عَن بَصَري‏ضَاقَ عَلَيكُم مَورِدي وَمَصدَري‏
قال الراوي : فما زالوا به حتّى أخذوه ، ثمّ حُمِلَ فاُدخل على ابن زياد ، فلمّا رآه قال : الحمد للَّه الذي أخزاك!

۲فقال له عبداللَّه بن عفيف : يا عدوّ اللَّه ، بماذا أخزاني اللَّه؟

واللَّهِ لَو يُفسَحُ لي عَن بَصَري‏ضَاق عَلَيكُم مَورِدي وَمَصدَري‏
فقال له ابن زياد : ماذا تقول يا عبداللَّه في أميرالمؤمنين عثمان بن عفان؟

فقال : يا عبد بني علاج ، يا بن مرجانة - وشتمه - ما أنت وعثمان بن عفّان؟ أساء أم أحسن ، وأصلح أم أفسد ، واللَّه تعالى وليّ خلقه ، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل

1.۲۰۴

2.۲۰۵

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6286
صفحه از 512
پرینت  ارسال به