۱فقال ابن زياد (لعنه اللَّه) : هذه سجّاعة ، ولعمري ، لقد كان أبوك شاعراً .
فقالت : يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة؟!
ثمّ التفت ابن زياد (لعنه اللَّه) إلى عليّ بن الحسين فقال : مَن هذا؟ فقيل : عليّ بن الحسين . فقال : أليس قد قتل اللَّه عليّ بن الحسين؟!
فقال له عليّ عليه السلام : قد كان لي أخ يسمّى عليّ بن الحسين قتله الناس . فقال : بل اللَّه قتله .
فقال علي عليه السلام : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» .
فقال ابن زياد : وَبك جرأة على جوابي؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه .
فسمعت به عمّته زينب ، فقالت : يا بن زياد ، إنّك لم تبقِ منّا أحداً ، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه .
فقال عليّ عليه السلام لعمّته : اسكتي يا عمّة حتّى اُكلمه ، ثمّ أقبل إليه فقال : أ بالقتل تهدّدني يا بن زياد؟! أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة؟! .
۲ثمّ أمر ابن زياد بعليّ بن الحسين عليه السلام وأهل بيته ، فحملوا إلى بيت في جنب المسجد الأعظم .
فقالت زينب ابنة عليّ عليه السلام : لا يدخلنّ علينا عربية إلّا اُمّ ولد أو مملوكة ، فإنّهنّ سبين كما سبينا .
ثمّ أمر ابن زياد برأس الحسين عليه السلام ، فطيف به في سكك الكوفة .
ويحقّ لي أن أتمثّل هنا أبياتاً لبعض ذوي العقول ، يرثي بها قتيلاً من آل الرسول صلى اللّه عليه و آله فقال :
رأسُ ابنِ بِنتِ مُحَمَّدٍ وَوَصِيّهِلِلناظرينَ عَلى قَناةٍ يُرفَعُ
والمسلِمونَ بِمَنظَرٍ وَبِمَسمَعٍلا مُنكِرٌ مِنهُمُ وَلا مُتَفَجِّعُ
كحلت بِمَنظَرِكَ العُيونُ عمايةًوأَصَمَّ رزؤك كُلَّ اُذنٍ تَسمَعُ
أَيقَظْتُ أَجفاناً وَكنت لها كرىوَأَنَمتَ عَيناً لَم تَكُن بِكَ تَهجَعُ
ما رَوضَةٌ إِلاّ تَمَنَّت أَنَّهالَكَ حُفرَةٌ ولِخَطِّ قَبرِكَ مَضجَعُ
قال الراوي : ثمّ إنّ ابن زياد (لعنه اللَّه) صعد المنبر ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه :