397
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الحمد للَّه الذي أظهر الحقّ وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب!!!
فما زاد على هذا الكلام شيئاً ، حتّى قام إليه عبداللَّه بن عفيف الأزدي وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والاُخرى يوم صفّين ، وكان يلازم المسجد الأعظم فيصلّي فيه إلى الليل فقال : يا بن مرجانة ، إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدوّ اللَّه ، أتقتلون أولاد النبيّين وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟!

۱قال الراوي : فغضب ابن زياد وقال : مَن هذا المتكلّم؟
فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ اللَّه ، أتقتل الذرّيّة الطاهرة التي قد أذهب اللَّه عنها الرجس ، وتزعم أنّك على دين الإسلام؟! وا غوثاه! أين أولاد المهاجرين والأنصار ينتقمون منك ومن طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمّد رسول ربّ العالمين؟
قال الراوي : فازداد غضب ابن زياد (لعنه اللَّه) ، حتّى انتفخت أوداجه وقال : عليَّ به ، فتبادرت الجلاوزة من كلّ ناحية ليأخذوه ، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمّه ، فخلّصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله .

فقال ابن زياد : اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد ، أعمى اللَّه قلبه كما أعمى عينه فأتوني به .
قال : فانطلقوا إليه ، فلمّا بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم .

1.۲۰۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
396

۱فقال ابن زياد (لعنه اللَّه) : هذه سجّاعة ، ولعمري ، لقد كان أبوك شاعراً .
فقالت : يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة؟!
ثمّ التفت ابن زياد (لعنه اللَّه) إلى عليّ بن الحسين فقال : مَن هذا؟ فقيل : عليّ بن الحسين . فقال : أليس قد قتل اللَّه عليّ بن الحسين؟!

فقال له عليّ عليه السلام : قد كان لي أخ يسمّى عليّ بن الحسين قتله الناس . فقال : بل اللَّه قتله .
فقال علي عليه السلام : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» .
فقال ابن زياد : وَبك جرأة على جوابي؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه .
فسمعت به عمّته زينب ، فقالت : يا بن زياد ، إنّك لم تبقِ منّا أحداً ، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه .

فقال عليّ عليه السلام لعمّته : اسكتي يا عمّة حتّى اُكلمه ، ثمّ أقبل إليه فقال : أ بالقتل تهدّدني يا بن زياد؟! أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة؟! .

۲ثمّ أمر ابن زياد بعليّ بن الحسين عليه السلام وأهل بيته ، فحملوا إلى بيت في جنب المسجد الأعظم .
فقالت زينب ابنة عليّ عليه السلام : لا يدخلنّ علينا عربية إلّا اُمّ ولد أو مملوكة ، فإنّهنّ سبين كما سبينا .
ثمّ أمر ابن زياد برأس الحسين عليه السلام ، فطيف به في سكك الكوفة .

ويحقّ لي أن أتمثّل هنا أبياتاً لبعض ذوي العقول ، يرثي بها قتيلاً من آل الرسول صلى اللّه عليه و آله فقال :

رأسُ ابنِ بِنتِ مُحَمَّدٍ وَوَصِيّهِ‏لِلناظرينَ عَلى قَناةٍ يُرفَعُ‏
والمسلِمونَ بِمَنظَرٍ وَبِمَسمَعٍ‏لا مُنكِرٌ مِنهُمُ وَلا مُتَفَجِّعُ‏
كحلت بِمَنظَرِكَ العُيونُ عمايةًوأَصَمَّ رزؤك كُلَّ اُذنٍ تَسمَعُ‏
أَيقَظْتُ أَجفاناً وَكنت لها كرى‏وَأَنَمتَ عَيناً لَم تَكُن بِكَ تَهجَعُ‏
ما رَوضَةٌ إِلاّ تَمَنَّت أَنَّهالَكَ حُفرَةٌ ولِخَطِّ قَبرِكَ مَضجَعُ‏
قال الراوي : ثمّ إنّ ابن زياد (لعنه اللَّه) صعد المنبر ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه :

1.۲۰۱

2.۲۰۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6295
صفحه از 512
پرینت  ارسال به