نحن اُسارى آل محمّد صلى اللّه عليه و آله . فنزلت من سطحها ، فجمعت ملاء واُزراً ومقانع ، فأعطتهنّ ، فتغطين .
۱قال الراوي : وكان مع النساء عليّ بن الحسين عليه السلام ، قد نهكته العلّة ، والحسن بن الحسن المثنّى ، وكان قد واسى عمّه وإمامه في الصبر على الرماح ، وإنّما ارتثّ وقد اُثخن بالجراح . وكان معهم أيضاً زيد وعمرو ولدا الحسن السبط .
۲فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون .
فقال عليّ بن الحسين عليه السلام : أتنوحون وتبكون من أجلنا؟!! فمن الذي قتلنا؟!!
قال بشير بن خزيم الأسدي : ونظرت إلى زينب ابنة عليّ عليه السلام يومئذ ، فلم أر خفرة قطّ أنطق منها ، كأنّها تفرغ من لسان أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدّت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثمّ قالت : الحمد للَّه ، والصلاة على جدّي محمّد وآله الطيّبين الأخيار .
أمّا بعد؛ يا أهل الكوفة ، ياأهل الختل والغدر ، أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة ، إنّما مثلكم كمثل التي نَقَضَت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دُخلاً بينكم ، ألا وهل فيكم إلّا الصلف والنطف ، والصدر والشنف ، وملق الإماء ، وغمز الأعداء؟! أو كمرعى على دمنة ، أو كفضّة على ملحودة ، ألا ساء ما قدّمت لكم أنفُسُكُم أن سخط اللَّه عليكم وفي العذاب أنتم خالدون .
۳تبكون وتنتحبون؟! إي واللَّه ، فأبكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة ، ومعدن الرسالة ، وسيّد شاب أهل الجنّة ، وملاذ خيرتكم ، ومفرغ نازلتكم ، ومنار حجّتكم ، ومدرة سنتكم؟! ألاساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبّت الأ يدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من اللَّه ، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة .
ويلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أيّ كبد لرسول اللَّه فريتم؟! وأيّ كريمة له أبرزتم؟!