389
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

في ذلك اليوم وهو يوم عاشوراء مع خوليّ بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد اللَّه بن زياد ، وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت ، وسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج ، فأقبلوا بها حتّى قدموا الكوفة .

وأقام ابن سعد بقيّة يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس ، ثمّ رحل بمن تخلّف من عيال الحسين ، وحمل نساءه على أحلاس أقتاب الجمال بغير وطاء ولا غطاء ، مكشّفات الوجوه بين الأعداء ، وهنّ ودائع خير الأنبياء ، وساقوهنّ كما يساق سبي الترك والروم في أسرِ المصائب والهموم .

۱وللَّه درّ القائل :

يُصلّى على المبعوثِ مِن آلِ هاشمٍ‏وَيُغزى بنوه إنّ ذا لَعَجيبُ‏
وروي : أنّ رؤوس أصحاب الحسين عليه السلام كانت ثمانيةً وسبعين رأساً ، فاقتسمتها القبائل ، لتتقرّب بذلك إلى عبيد اللَّه بن زياد وإلى يزيد بن معاوية :
فجاءت كندة بثلاثة عشر رأساً ، وصاحبهم قيس بن الأشعث .

وجاءت هوازن باثني عشر رأساً ، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن .
وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً .
وجاء بنو أسد بستّة عشر رأساً .
وجاءت مذحج بسبعة رؤوس .
وجاء سائر الناس بثلاثة عشر رأساً .

قال الراوي : ولمّا انفصل ابن سعد عن كربلاء خرج قوم من بني أسد ، فصلّوا على تلك الجثث الطواهرالمرمّلة بالدماء ، ودفنوها على ما هي الآن عليه .
وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، فلمّا قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهنّ .

قال الراوي : فأشرفت امرأة من الكوفيّات ، فقالت : من أيّ الاُسارى أنتنّ؟ فقلن :

1.۱۸۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
388

في دمه ، فأقتلهم حتّى آتي على آخرهم ، ثمّ ۱ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين عليه السلام ، ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسن عليه السلام ، ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسين عليه السلام ، ثمّ ينشرون ، فلا يبقى من ذرّيّتنا أحد إلّا قتلهم ، فعند ذلك يكشف الغيظ وينسى الحزن .

ثمّ قال الصادق عليه السلام : رحم اللَّه شيعتنا ، هم - واللَّه - المؤمنون ، وهم المشاركون لنا في المصيبة بطول الحزن والحسرة .
وعن النبيّ صلى اللّه عليه و آله أنّه قال : إذا كان يوم القيامة تأتي فاطمة عليها السلام في لمّة من نسائها ،
فيقال لها : ادخلي الجنّة . فتقول : لا أدخل حتّى أعلم ما صنع بولدي من بعدي .

فيقال لها : انظري في قلب القيامة ، فتنظر إلى الحسين عليه السلام قائماً ليس عليه رأس ، فتصرخ صرخة ، فأصرخ لصراخها ، وتصرخ الملائكة لصراخها .
وفي رواية اُخرى : وتنادي : وا ولداه! واثمرة فؤاداه!
قال : فيغضب اللَّه عزّ و جلّ لها عند ذلك ، فيأمر ناراً يقال لها : هبهب قد اُوقد عليها ألف عام حتّى اسودّت ، لا يدخلها روح أبداً ولا يخرج منها غمّ أبداً .

فيقال لها : التقطي قتلة الحسين عليه السلام ، فتلتقطهم ، فإذا صاروا في حوصلتها صهلت وصهلوا بها ، وشهقت وشهقوا بها ، وزفرت وزفروا بها ، فينطقون بألسنة حداد ذلقة ناطقة : يا ربّنا ، بِمَ أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان؟ فيأتيهم الجواب عن اللَّه عزّ و جلّ : ليس مَن علم كَمَن لا يعلم .

۲روى هذه‏۳ الحديثين ابن بابويه في كتاب عقاب الأعمال .

المسلك الثّالث : في الاُمور المتأخّرة عن قتله عليه السلام۴

وهي تمام ما أشرنا إليه .۵

قال : ثمّ إنّ عمر بن سعد (لعنه اللَّه) بَعثَ برأس الحسين (عليه الصلاة والسلام)

1.۱۸۵

2.۱۸۶

3.كذا في المصدر ، والمناسب «هذين» بدل «هذه» .

4.‏۱۸۷

5.۱۸۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5728
صفحه از 512
پرینت  ارسال به