387
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

حتّى طحنّا حناجر صدره .

قال : فأمر لهم بجائزة يسيرة .
قال أبو عمر الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة ، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا . وهؤلاء أخذهم المختار ، فشدّ أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد ، وأوطأ الخيل ظهورهم حتّى هلكوا .

وروى ابن رباح ، قال : لقيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسين عليه السلام ، فسئل عن ذهاب بصره؟ فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة ، غير أنّي لم أطعن ولم أضرب ولم أرم ، ۱مّا قتل رجعت إلى منزلي وصلّيت العشاء الآخرة ونمت ، فأتاني آتٍ في منامي ، فقال : أجب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .

فقلت : مالي وله! فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه ، فإذا النبيّ صلى اللّه عليه و آله جالس في صحراء ، حاسر عن ذراعيه ، آخذ بحربة ، وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فلمّا ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً .
فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول اللَّه ، فلم يردّ عليّ ، ومكث طويلاً ، ثمّ رفع رأسه وقال : يا عدوّ اللَّه! انتهكت حرمتي ، وقتلت عترتي ، ولم ترعَ حقّي ، وفعلت ما فعلت .
فقلت : يا رسول اللَّه ، واللَّه ، ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم .

فقال : صدقت ، ولكن كثّرت السواد ، ادن منّي ، فدنوت منه ، فإذا طشت مملوّ دماً ، فقال لي : هذا دم ولدي الحسين عليه السلام ، فكحّلني من ذلك الدم ، فانتبهت حتّى الساعة لا أبصر شيئاً .

وروي عن الصادق عليه السلام يرفعه إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله أنّه قال : إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليها السلام قبّة من نور ، ويقبل الحسين عليه السلام ورأسه في يده ، فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا بكى لها ، فيمثّله اللَّه عزّ و جلّ لها في أحسن صورة ، وهو يخاصم قتلته بلا رأس ، فيجمع اللَّه لي قتلته والمجهزين عليه ومَن شرك

1.۱۸۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
386

محمّد ، هؤلاء ذرّيّة المصطفى يساقون سوق السبايا!

وفي بعض الروايات : وا محمّداه ، بناتك سبايا ، وذرّيتك مقتلّة تسفي عليهم ريح الصباء ، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا! مسلوب العمامة والردا! بأبي من أضحى عسكره في يوم الإثنين نهباً! بأبي من فسطاطه مقطّع العرى! بأبي من لا غائب فيرتجى! ولا جريح فيداوى! بأبي من نفسي له الفداء! بأبي المهموم حتّى قضى! بأبي العطشان حتّى مضى! بأبي من يقطر شيبه بالدماء! بأبي من جدّه رسول إله السماء! بأبي من هو سبط نبيّ الهدى! بأبي محمّد المصطفى! بأبي عليّ المرتضى! بأبي خديجة الكبرى! بأبي فاطمة الزهراء سيّدة النساء! بأبي من ردّت عليه الشمس حتّى صلّى!!

قال الراوي : فأبكت - واللَّه - كلّ عدوّ وصديق .
ثمّ إنّ سكينة اعتنقت جسد الحسين عليه السلام ، فاجتمع عدّة من الأعراب حتّى جرّوها عنه .

۱قال الراوي : ثمّ نادى عمر بن سعد في أصحابه : مَن ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره؟
فانتدب منهم عشرة ، وهم : إسحاق بن حوبة الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه ، وأخنس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل السبيعي ، وعمر بن صبيح الصيداوي ، ورجاء بن منقذ العبدي ، وسالم بن خيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب الجعفي ، وواحظ بن غانم ، وهاني بن ثبيت الحضرمي ، وأسيد بن مالك (لعنهم اللَّه) فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر ۲خيلهم حتّى رضّوا ظهره وصدره .

قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتّى وقفوا على ابن زياد (لعنه اللَّه) فقال أسيد بن مالك أحد العشرة :

نَحنُ رَضَضنا الصَدرَ بَعدَ الظَهَرِبِكُلِّ يعبوبٍ شَديدِ الأسرِ

فقال ابن زياد (لعنه اللَّه) : من أنتم؟ قالوا : نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين

1.۱۸۲

2.۱۸۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5824
صفحه از 512
پرینت  ارسال به