383
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فغضبوا بأجمعهم ، حتّى كأنّ اللَّه لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئاً ، فاحتزّوا رأسه وإنّه ليكلّمهم!! فعجبت من قلّة رحمتهم وقلت : واللَّه ، لا اُجامعكم على أمر أبداً .

قال : ثمّ أقبلوا على سلب الحسين عليه السلام ، فأخذ قميصه إسحاق بن حوبة ۱الحضرمي (لعنه اللَّه) فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره .
وروي : أنّه وجد في قميصه عليه السلام مئة وبضع عشرة ما بين رمية وضربة وطعنة .

قال الصادق عليه السلام : وجد بالحسين عليه السلام ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة .
وأخذ سراويله بحر بن كعب التيمي (لعنه اللَّه) ، وروي : أنّه صار زمناً مقعداً من رجليه .

وأخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي (لعنه اللَّه) ، وقيل : جابر ابن يزيد الأودي (لعنه اللَّه) ، فاعتمّ بها فصار معتوهاً .
وأخذ نعليه الأسود بن خالد .
وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي (لعنه اللَّه) فقطع إصبعه عليه السلام مع الخاتم . وهذا أخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحّط في دمه حتّى هلك .
وأخذ قطيفة له كانت من خزّ قيس بن الأشعث لعنه اللَّه .

۲وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد (لعنه اللَّه) فلمّا قتل عمر بن سعد وهبها المختار لأبي عمرة قاتله .
وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي ، وقيل : رجل من بني تميم يقال له : الأسود بن حنظلة لعنه اللَّه .

وفي رواية ابن سعد أنّه أخذ سيفه الفلافس النهشلي ، وزاد محمّد بن زكريا : أنّه وقع بعد ذلك إلى بنت حبيب بن بديل . وهذا السيف المنهوب ليس بذي الفقار ؛ فإنّ ذلك كان مذخوراً ومصوناً مع ۳أمثاله من ذخائر النبوّة والإمامة ، وقد نقل الرواة

1.۱۷۸

2.۱۷۹

3.۱۸۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
382

فبدر إليه خوليّ بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه ، فأرعد ، فنزل إليه سنان بن أنس النخعي (لعنه اللَّه) فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول : واللَّه ، إنّي لأحتزّ رأسك وأعلم أنّك ابن رسول اللَّه وخير الناس أباً وأماً!!! ثمّ احتز رأسه الشريف عليه السلام .

وفي ذلك يقول الشاعر :

فأيّ رزيّة عدلت حُسَيناًغَداةَ تَبيرَهُ كفّا سنان‏
وروي : أنّ سناناً هذا أخذه المختار فقطع أنامله أنملة أنملة ، ثمّ قطع يديه ورجليه ، وأغلى له قدراً فيها زيت ، ورماه فيها وهو يضطرب .

وروى أبوطاهر محمّد بن الحسين البرسي في كتابه معالم الدين ، عن الصادق عليه السلام قال : لمّا كان من أمر الحسين ما كان ، ضجّت الملائكة وقالوا : يا ربّنا هذا الحسين صفيّك وابن صفيّك وابن بنت نبيّك؟!

۱قال : فأقام اللَّه ظلّ القائم عليه السلام وقال : بهذا أنتقم لهذا .
قال الراوي : وارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة ، فيها ريح حمراء ، لا يرى فيها عين ولا أثر ، حتّى ظنّ القوم أنَّ العذاب قد جاءهم ، فلبثوا كذلك ساعة ، ثمّ انجلت عنهم .

وروى هلال بن نافع ، قال : إنّي لواقف مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ : أبشر أيّها الأمير ، فهذا شمر قد قَتَلَ الحسين عليه السلام .
قال : فخرجت بين الصفّين ، فوقفت عليه ، فإنّه ليجود بنفسه ، فواللَّه ، ما رأيت قتيلاً مضمّخاً بدمه أحسن منه ولا أنور وجهاً ، ولقد شغلني نورُ وجهِهِ وجمال هيّأته عن الفكر في قتله ، فاستسقى في تلك الحال ماءً ، فسمعت رجلاً يقول له : واللَّه ، لا تذوق الماء حتّى ترد الحامية ، فتشرب من حميمها!!!

فقال له الحسين عليه السلام : لا ، بل أرد على جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأشرب من ماء غير آسن ، وأشكو إليه ما ارتكبتم منّي وفعلتم بي .

1.۱۷۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6113
صفحه از 512
پرینت  ارسال به