381
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فاُتي بتبّان ، فقال : لا ، ذاك لباس من ضُرِبَت عليه الذلّة ، فأخذ ثوباً خلقاً ، فخرّقه وجعله تحت ثيابه ، فلمّا قتل جرّدوه منه .
ثمّ استدعى عليه السلام بسراويل من حبرة ، ففرزها ولبسها؛ وإنّما فرزها لئلّا يُسلبها ، فلمّا قتل سلبها بحر بن كعب (لعنه اللَّه) وترك الحسين عليه السلام مجرّداً ، فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان في الصيف كأنّهما عودان يابسان وتترطّبان في الشتاء فتنضحان قيحاً ودماً ، إلى أن أهلكه اللَّه تعالى .

قال : ولما اُثخن الحسين عليه السلام بالجراح ، وبقي كالقنفذ ، طعنه صالح بن وهب المزني (لعنه اللَّه) على خاصرته طعنة ، فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه إلى الأرض على خدّه الأيمن ، ثمّ قام صلوات اللَّه عليه .

۱قال الراوي : وخرجت زينب من باب الفسطاط وهي تنادي : وا أخاه! وا سيّداه! وا أهل بيتاه! ليتَ السماء انطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل .

قال : وصاح شمر بأصحابه : ما تنتظرون بالرجل؟ قال : فحملوا عليه من كلّ جانب ، فضربه زرعة بن شريك (لعنه اللَّه) على كتفه اليسرى ، فضرب الحسين عليه السلام زرعة فصرعه .
وضربه آخر على عاتقه المقدّس بالسيف ضربةً كبا عليه السلام بها على وجهه ، وكان قد أعيى ، فجعل عليه السلام ينوء ويكبو .

فطعنه سنان بن أنس النخعي (لعنه اللَّه) في ترقوته ، ثمّ انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره .
ثمّ رماه سنان أيضاً بسهم ، فوقع السهم في نحره ، فسقط ، وجلس قاعداً ، ۲فنزع السهم من نحره ، وقرن كفّيه جميعاً ، وكلّما امتلأتا من دمائه خضَّب بها رأسه ولحيته ، وهو يقول : هكذا ألقى اللَّه مخضّباً بدمي مغصوباً على حقّي .

فقال عمر بن سعد (لعنه اللَّه) لرجل عن يمينه : انزل ويحك إلى الحسين فأرحه .

1.۱۷۵

2.۱۷۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
380

ثمّ أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره ، فانبعث الدم كأنّه ميزاب ، فضعف عن القتال ووقف ، فكلّما أتاه رجل انصرف عنه ، كراهية أن يلقى اللَّه بدمه ، حتّى جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن النسر (لعنه اللَّه) فشتم الحسين وضربه على رأسه الشريف بالسيف ، فقطع البرنس ووصل السيف إلى رأسه وامتلأ البرنس دماً .

قال الراوي : فاستدعى الحسين عليه السلام بخرقة ، فشدّ بها رأسه ، واستدعى بقلنسوة فلبسها واعتمّ عليها .

۱فلبثوا هنيئة ، ثمّ عادوا إليه وأحاطوا به ، فخرج عبداللَّه بن الحسن بن عليّ وهوغلام لم يراهق من عند النساء ، فشهد حتّى وقف إلى جنب الحسين عليه السلام ، فلحقته زينب ابنة عليّ لتحبسه ، فأبى وامتنع امتناعاً شديداً وقال : واللَّه ، لا اُفارق عمّي . فأهوى بحر بن كعب وقيل : حرملة بن الكاهل إلى الحسين بالسيف .

فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة أتقتل عمّي؟ فضربه بالسيف ، فاتّقاها الغلام بيده ، فأطنها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة . فنادى الغلام : يا عمّاه!
فأخذه الحسين عليه السلام فضمّه إليه وقال : يا بن أخي ، اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ اللَّه يلحقك بآبائك الصالحين .

قال : فرماه حرملة بن الكاهل (لعنه اللَّه) بسهم ، فذبحه وهو في حجر عمّه الحسين عليه السلام .
ثمّ إنّ شمربن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) حمل على فسطاط الحسين عليه السلام فطعنه۲بالرمح ، ثمّ قال : عليَّ بالنار أحرقه على من فيه!!

فقال له الحسين عليه السلام : يابن ذي الجوشن ، أنت الداعي بالنار لتحرق على أهلي؟! أحرقك اللَّه بالنار .
وجاء شبث فوبّخه ، فاستحيى وانصرف .
قال الراوي : وقال الحسين عليه السلام : إيتوني بثوب لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي؛ لئلّا اُجرّد منه .

1.۱۷۳

2.۱۷۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6149
صفحه از 512
پرینت  ارسال به