373
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وإليك أنبنا وإليك المصير .

۱ثمّ نزل ودعا بفرس رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله المرتجز ، فركبه وعبّى أصحابه للقتال .
فروي عن الباقر عليه السلام : أنّهم كانوا خمسة وأربعين فارساً ومئة راجل . وروي غير ذلك .

قال الراوي : فتقدّم عمر بن سعد ورمى نحو عسكر الحسين عليه السلام بسهم وقال : اشهدوا لي عند الأمير : أنّي أوّل مَن رمى ، وأقبلت السهام من القوم كأنّها القطر .
فقال عليه السلام لأصحابه : قوموا رحمكم اللَّه إلى الموت ، الذي لابدّ منه ، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم ، فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً وحملةً ، حتّى قتل من أصحاب الحسين عليه السلام جماعة .

قال : فعندها ضرب الحسين عليه السلام يده على لحيته وجعل يقول : اشتدّ غضب اللَّه على اليهود إذ جعلوا له ولداً ، واشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة ، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه ، واشتدّ غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم . أما واللَّه ، لا اُجيبنهم إلى شي‏ء ممّا يريدون حتّى ألقى اللَّه تعالى وأنا مخضّب بدمي .

وروي عن مولانا الصادق عليه السلام أنّه قال : سمعت أبي يقول : لمّا التقى ۲الحسين عليه السلام وعمر بن سعد (لعنه اللَّه) وقامت الحرب على ساق ، أنزل اللَّه النصرَ حتّى رفرف على رأس الحسين عليه السلام ثمّ خيّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء ربّه ، فاختار لقاء ربّه .

قال الراوي : ثمّ صاح الحسين عليه السلام : أما من مغيثٍ يغيثنا لوجه اللَّه ، أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول اللَّه .
قال : فإذا الحرّ بن يزيد الرياحي قد أقبل على عمر بن سعد ، فقال له : أمقاتل أنت هذا الرجل؟ فقال : إي واللَّه ، قتالاً أيسره أن تطير الرؤوس وتطيح الأيدي .

1.۱۵۸

2.۱۵۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
372

يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطير الدُبا ، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش ، فسحقاً لكم يا عبيد الأمة ، وشرار الأحزاب ، ونَبَذَة الكتاب ، ومحرّفي الكلم ، وعصبة الآثام ، ونفثة الشيطان ، ومُطفِئِ السنن ، أهؤلاء تعضدون ، وعنّا تتخاذلون؟!

أجل واللَّه ، غدرٌ فيكم قديم وشحت عليه اُصولكم ، وتأزّرت عليه فروعكم ، فكنتم أخبثَ شجاً للناظر وأكلة للغاصب .

ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين : بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى اللَّه لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت ، وحجور طهرت ، وأنوف حميّة ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة مع قلّة العدد وخذلان الناصر .

۱ثمّ أوصل كلامه عليه السلام بأبيات فروة بن مسيك المرادي :

فإِن نَهزِم فهَزامونَ قِدماوإِن نُغلَب فَغَيرُ مُغَلَّبينا
وما أن طِبُّنا جُبنٌ ولكِن‏مَنايانا ودَولَةُ آخَرينا
إذا مَا الموتُ رَفَّعَ عَن اُناس‏كَلاكِلَهُ أناخَ بِ‏آخرَينا
فَأَفنى ذلِك سَرَواتِ قَومي‏كَما أَفنَى القُرونُ الأَوَّلينا
فلَو خَلَدَ المُلوكُ إذاً خَلَدناوَلو بَقي الكِرامُ إذاً بَقينا
فَقُل لِلشامِتينَ بِنا : أَفيقواسَيَلقى الشامِتونَ كما لَقينا
ثمّ قال : أما واللَّه ، لا تلبثون بعدها إلّا كريث ما يركب الفرس حتّى يدور بكم دور الرحى ، ويقلق بكم قلق المحور ، عهدٌ عهده إليَّ أبي عن جدّي ، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ، ثمّ اقضو إليّ ولا تنظرون ، إنّي توكّلت على اللَّه ربّي وربّكم ، ما من دابّة إلّا هو آخذٌ بناصيتها ، إنّ ربّي على صراط مستقيم .

اللّهمّ احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسنين يوسف ، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسومهم كأساً مصبّرةٌ ، فإنّهم كذّبونا وخذلونا ، وأنت ربّنا ، عليك توكّلنا

1.۱۵۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6250
صفحه از 512
پرینت  ارسال به