369
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

أخيكم الحسين ، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية .

فناداه العبّاس بن عليّ : تبتّ يداك ولعن ماجئت به من أمانك يا عدوّ اللَّه! أتأمرنا أن نترك أخانا وسيّدنا الحسين بن فاطمة وندخل في طاعة اللعناء أولاد اللعناء؟! فرجع الشمر إلى عسكره مغضباً .

قال الراوي : ولمّا رأى الحسين عليه السلام حرص القوم على تعجيل القتال وقلّة انتفاعهم بالوعظ والمقال ، قال لأخيه العبّاس : إن استطعت أن تصرفهم عنّا في هذا اليوم فافعل ، لعلّنا نصلّي لربّنا في هذه الليلة ، فإنّه يعلم أنّي اُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه .

قال الرواي : فسألهم العبّاس ذلك ، فتوقّف عمر بن سعد ، فقال له عمر بن الحجّاج الزبيدي : واللَّه ، لو أنّهم من الترك والديلم وسألوا ذلك لأجبناهم ، فكيف وهم آل محمّد؟! فأجابوهم إلى ذلك .

قال الراوي : وجلس الحسين عليه السلام فرقد ، ثمّ استيقظ وقال : يا اُختاه إنّي رأيت الساعة جدّي محمّداً صلى اللّه عليه و آله وأبي عليّاً واُمّي فاطمة وأخي الحسن ، ۱وهم يقولون : يا حسين ، إنّك رائحٌ إلينا عن قريب . وفي بعض الروايات : غداً .

قال الراوي : فلطمت زينب وجهها وصاحت ، فقال لها الحسين عليه السلام : مهلاً ، لا تشمتي القوم بنا .
ثمّ جاء الليل ، فجمع الحسين عليه السلام أصحابه ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ أقبل عليهم وقال : أمّا بعد؛ فإنّي لا أعلم أصحاباً خيراً منكم ، ولا أهل بيتٍ أفضل وأبرّ من أهل بيتي ، فجزاكم اللَّه عنّي جميعاً خيراً ، وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ، فإنّهم لا يريدون غيري .

فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبداللَّه بن جعفر : ولِمَ نفعل ذلك ، لنبقي بعدك؟! لا أرنا اللَّه ذلك أبداً! وبدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ ، ثمّ تابعوه .

قال الراوي : ثمّ نظر إلى بني عقيل وقال : حسبكم من القتل ۲بصاحبكم مسلم ،

1.۱۵۱

2.۱۵۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
368

إسلاماً؟ قالوا : اللّهمّ نعم .

قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي؟ قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : أنشدُكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ جعفر الطيّار في الجنّة عمّي؟ ۱قالوا : اللّهمّ نعم .

قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ هذا سيف رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله أنا متقلّده؟ قالوا : اللّهمّ نعم .

قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ هذه عمامة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله أنا لابسها؟ قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : أنشدُكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ عليّاً عليه السلام كان أوّل الناس إسلاماً وأجزلهم علماً وأعظمهم حلماً ، وأنّه وليُّ كلّ مؤمن ومؤمنة؟ قالوا : اللّهمّ نعم .

قال : فَبِمَ تستحلّون دمي وأبي صلوات اللَّه عليه الذائدُ عن الحوض غداً ، يذود عنه رجالاً كما يُذاد البعير الصادر على الماء ، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة؟!!

قالوا : قد علمنا ذلك كلّه ونحن غير تاركيك حتّى تذوق الموت عطشاً!!
فلمّا خطب هذه الخطبة وسمع بناته واُخته زينب كلامه بكينَ وندبنَ ولطمنَ وارتفعت أصواتهنَّ ، ۲فوجّه إليهنَّ أخاه العبّاس وعليّاً ابنه وقال لهما : سكتّاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهنّ .

قال الراوي : وورد كتاب عبيداللَّه على عمر بن سعد يحثّه على القتال وتعجيل النزال ، ويحذّره من التأخير والإمهال ، فركبوا نحو الحسين عليه السلام .

وأقبل شمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) فنادى : أين بنو اُختي : ۳عبداللَّه وجعفر والعبّاس وعثمان؟ .
۴فقال الحسين عليه السلام : أجيبوه وإن كان فاسقاً ، فإنّه بعض أخوالكم .

فقالوا له : ما شأنك؟ فقال : يا بني اُختي ، أنتم آمنون ، فلا تقتلوا أنفسكم مع

1.۱۴۷

2.۱۴۸

3.۱۴۹

4.۱۵۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6290
صفحه از 512
پرینت  ارسال به