367
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فردّ غصّته وتغرغرت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : هيهات هيهات ، لو ترك القطا ليلاً لنام .
فقالت : يا ويلتاه! أَفَتَغتَصِبُ نفسك اغتصاباً ، فذلك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي! ثمّ أهوت إلى جيبها فشقّته وخرّت مغشيّاً عليها .
فقام عليه السلام فصبّ على وجهها الماء حتّى أفاقت ، ثمّ عزّاها عليه السلام بجهده ، وذكّرها المصيبة بموت أبيه وجدّه صلوات اللَّه عليهم أجمعين .

وممّا يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسين عليه السلام لحرمه معه ولعياله : أنّه لو تركهنّ بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية (لعنه اللَّه) أرسل من أخذهنّ إليه ، وصنع بهنّ من الاستيصال وسوء الأعمال ما يمنع الحسين عليه السلام من الجهاد والشهادة ، ويمتنع عليه السلام بأخذ يزيد بن معاوية لهنّ عن مقام السعادة .

المسلك الثاني : في وصف حال القتال وما يقرب من تلك الحال۱

قال۲ لراوي : وندب عبيداللَّه بن زياد أصحابه إلى قتال الحسين عليه السلام ، فاتّبعوه ، واستخفّ قومه فأطاعوه ، واشترى من عمر بن سعد آخرته بدنياه ، ودعاه إلى ولاية الحرب فلبّاه ، وخرج لقتال الحسين عليه السلام في أربعة آلاف فارس ، وأتبعه ابن زياد بالعساكر ، حتّى تكاملت عنده إلى ستّ ليال خلون من المحرّم عشرون ألفاً ، فضيّق على الحسين عليه السلام حتّى نال منه العطش ومن أصحابه .

فقام عليه السلام واتّكى على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته ، فقال : أنشدكم اللَّه ، هل تعرفونني؟ قالوا : اللّهمّ نعم ، أنت ابن رسول اللَّه وسبطه .
قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ؟ قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أن اُمّي فاطمة ابنة محمّد؟ قالوا : اللّهمّ نعم .

قال : أنشدكم اللَّه ، هل تعلمون أنّ أبي عليّ بن أبي طالب؟ ۳قالوا : اللّهمّ نعم .
قال : أنشدكم اللَّه هل تعلمون أنّ جدّتي خديجة بنت خويلد أوّل نساء هذه الاُمّة

1.‏۱۴۳

2.‏۱۴۵

3.۱۴۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
366

ويقول :

۱يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ‏كَم لَكَ بالإِشراقِ والأَصيلِ‏
مِن طَالِبٍ وَصَاحِبٍ قَتيلِ‏والدَهرُ لا يَقنَعُ بالبَديلِ‏
وإِنَّما الأَمرُ إلى الجَليلِ‏وكُلُّ حَيٍّ فَإلِى سَبيلِ‏
ما أَقرَبَ الوَعدَ إلى الرَحيلِ‏إلى جِنانٍ وَإلى مَقيلِ‏
قال الراوي فسمعت زينب ابنة فاطمة عليها السلام ذلك ، فقالت : يا أخي ، هذا كلام من قد أيقن بالقتل!

فقال : نعم يا اُختاه ، فقالت زينب : وا ثكلاه ، ينعى إليَّ الحسين نفسه .
قال : وبكى النسوة ، ولطمن الخدود ، وشققن الجيوب ، وجعلت اُمّ كلثوم تنادي : وا محمداه وا علياه! وا اُمّاه وا فاطمتاه! وا حسناه ۲وا حسيناه! وا ضيعتاه بعدك يا أبا عبداللَّه!

قال : فعزّاها الحسين عليه السلام وقال لها : يا اُختاه ، تعزّي بعزاء اللَّه ، فإنّ سكّان السموات يموتون ، وأهل الأرض لا يبقون ، وجميع البريّة يهلكون .
ثمّ قال : يا اُختاه يا اُمّ كلثوم ، وأنت يا زينب ، وأنت يا رقيّة ، وأنت يا فاطمة ، وأنت يا رباب ، انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليَّ جيباً ، ولا تخمشن عليَّ وجهاً ، ولا تقلن عليَّ هجراً .

وروي من طريق آخر : أنّ زينب لمّا سمعت الأبيات وكانت في موضع منفرد عنه مع النساء والبنات خرجت حاسرة تجرّ ثوبها ، حتّى وقفت عليه وقالت : ۳واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة! اليوم ماتت اُمّي فاطمة الزهراء ، وأبي عليّ المرتضى ، وأخي الحسن الزكي ، يا خليفة الماضين وثمال الباقين!

فنظر الحسين عليه السلام إليها وقال : يا اُختاه لا يذهبنّ حلمك ، فقالت : بأبي أنت واُمّي أَسَتُقتَل؟! نفسي لك الفداء .

1.۱۴۰

2.۱۴۱

3.۱۴۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5774
صفحه از 512
پرینت  ارسال به