أمنع الناس به ، ولا يقدر عليكأحد . فقال : أنظر فيما قلت .
فلمّا كان السحر ارتحل الحسين عليه السلام ، فبلغ ذلك ابن الحنفية ، فأتاه ، فأخذ زمام ناقته وقد ركبها فقال : ياأخي ، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ فقال : بلى . قال : فما حداك على الخروج عاجلاً؟
فقال : أتاني رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بعدما فارقتك ، فقال : يا حسين ، أخرج ، فإنّ اللَّه قد شاء أن يراك قتيلاً .
فقال محمّد ابن الحنفية : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟!
قال : فقال له : قد قال لي : إنّ اللَّه قد شاء أن يراهنّ سبايا ، وسلّم عليه ومضى .
۱ثمّ سار الحسين عليه السلام حتّى مرّ بالتنعيم ، فلقي هناك عيراً تحمل هديّة قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية ، فأخذ عليه السلام الهديّة؛ لأنّ حكم اُمور المسلمين إليه ، ثمّ قال لأصحاب الجمال : مَن أحبّ أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنّا صحبته ، ومَن أحبّ أن يفارقنا أعطيناه كراه بقدر ما قطع من الطريق . فمضى معه قوم وامتنع آخرون .
۲مّ سار عليه السلام حتّى بلغ ذات عرق ، فلقي بشر بن غالب وارداً من العراق ، فسأله عن أهلها ، فقال : خلّفت القلوبَ معك والسيوفَ مع بني اُمية .
فقال عليه السلام : صدق أخو بني أسد ، إنّ اللَّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .
قال الراوي : ثمّ سار عليه السلام حتّى أتى الثعلبية وقت الظهيرة ، فوضع رأسه ، فرقد ثمّ استيقظ ، فقال : قد رأيت هاتفاً يقول : أنتم تسيرون والمنايا تسير بكم إلى الجنّة .
فقال له ابنه عليّ : يا أبه ، أفلسنا على الحقّ؟ فقال : بلى يا بني والذي إليه مرجع العباد . ۳فقال له : يا أبه ، إذن لا نبالي بالموت .
فقال له الحسين عليه السلام : فجزاك اللَّه يابنيّ خير ما جزي ولداً عن والده .