359
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وكان قد توجّه الحسين عليه السلام من مكّة يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجّة ، وقيل : لثمان مضين من ذي الحجّة سنة ستّين من الهجرة ، قبل أن يعلم بقتل مسلم؛ لأنّه عليه السلام خرج من مكّة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان اللَّه عليه .

وروى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة ، قال :


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
358

۱فقال ابن زياد : أتظنّ أنّ لك من الأمر شيئاً؟ فقال مسلم : واللَّه ، ما هو الظنّ ، ولكنّه اليقين .
فقال ابن زياد : أخبرني يا مسلم ، لِمَ أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئمٌ فشتّت أمرهم بينهم وفرّقت كلمتهم؟
فقال له مسلم : ما لهذا أتيت ، ولكنّكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف ، وتأمّرتم على الناس بغير رضىً منهم ، وحملتموهم على غير ما أمركم به اللَّه ، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر ، وندعوهم إلى حكم الكتاب والسنّة ، وكنّا أهل ذلك ، كما أمر رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .

فجعل ابن زياد (لعنه اللَّه) يشتمه ويشتم عليّاً والحسن والحسين ، فقال له مسلم : أنت وأبوك أحقّ بالشتم ، فاقض ما أنت قاض يا عدوّ اللَّه .

فأمر ابن زياد بكير بن حمران أن يصعد به إلى أعلا القصر فيقتله ، فصعد به - وهو يسبّح اللَّه تعالى ويستغفره ويصلّي على نبيّه صلي اللَّه عليه وآله - فضرب عنقه ، ونزل وهو مذعور .
فقال له ابن زياد : ما شأنك؟ فقال : أيّها الأمير ، رأيت ساعة قتله رجلاً أسوداً شني‏ء الوجه حذاي ، عاضّاً على إصبعه أو قال شفتيه ففزعت فزعاً لم أفزعه قطّ .
فقال ابن زياد : لعلّك دُهشت .

ثمّ أمر بهانى‏ء بن عروة ، فاُخرج ليقتل ، فجعل يقول : وامذحجاه! وأين منّي ۲مذحج؟! واعشيرتاه! وأين منّي عشيرتي؟! فقالوا له : يا هانى‏ء ، مُدّ عنقك .
فقال : واللَّه ، ما أنا بها سخيّ ، وما كنت لأعينكم على نفسي . فضربه غلام لعبيد اللَّه بن زياد يقال له رشيد ، فقتله .

وفي قتل مسلم وهانى‏ء يقول عبداللَّه بن زبير الأسدي ، ويقال : إنّه للفرزدق :

فَإِن كُنتِ لا تَدرِينَ ما الموتُ فانظُري‏إلى هانِى‏ءٍ في السوقِ وابنِ عَقيلِ‏
إلى بَطَلٍ قَد هَشَّمَ السَيفُ وَجهَهُ‏وآخرُ يَهوِي مِن جِدار قَتيلِ‏
أصابَهما جَورُ البَغي فَأَصبَحاأَحاديثَ مَن يَسعى بِكُلِّ سَبيلِ‏
تَرى جَسَداً قد غَيّرَ المَوتُ لَونَهُ‏ونَضحَ دمٍ قَد سالَ كُلّ مَسيلِ‏
فَتىً كان أَحيى مِن فَتاةٍ حَيِيَّةٍوأقطَعُ مِن ذي شَفرَتَينِ صَقيلِ‏
أيَركَبُ أسما الهماليجَ آمِناًوَقَد طَلَبَتَهُ مَذحِجٌ بِذُحولِ‏
تَطوفُ حَوالَيهِ مُرادٌ وكُلُّهُمُ‏عَلى اُهبةٍ مِن سائِلٍ ومَسولِ‏
۳فَإِن أَنتُمُ لَم تَثأَروا بِأَخيكُمُ‏فَكونوا بَغايا اُرضيَت بِقَليلٍ‏
قال الراوي : وكتب عبيداللَّه بن زياد بخبر مسلم وهانى‏ء إلى يزيد بن معاوية ، فأعاد عليه الجواب يشكره فيه على فعاله وسطوته ، ويعرّفه أن قد بلغه توجّه الحسين عليه السلام إلى جهته ، ويأمره عند ذلك بالمؤاخذة والانتقام والحبس على الظنون والأوهام .

1.۱۲۲

2.۱۲۳

3.۱۲۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6097
صفحه از 512
پرینت  ارسال به