353
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

المنذر زوجة لعبيداللَّه فأخذ عبيداللَّه الرسول فصلبه ، ثمّ صعد ۱المنبر ، فخطب وتوعّد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف .

ثمّ بات تلك الليلة ، فلمّا أصبح استناب عليهم أخاه عثمان بن زياد ، وأسرع هو إلى قصد الكوفة .
فلمّا قاربها نزل حتّى أمسى ، ثمّ دخلها ليلاً ، فظنّ أهلها أنّه الحسين عليه السلام ، فتباشروا بقدومه ودنوا منه ، فلمّا عرفوا أنّه ابن زياد تفرّقوا عنه ، فدخل قصر الإمارة وبات ليلته إلى الغداة ، ثمّ خرج وصعد المنبر وخطبهم ، وتوعّدهم على معصية السلطان ، ووعدهم مع الطاعة بالإحسان‏

فلمّا سمع مسلم بن عقيل بذلك خاف على نفسه من الاشتهار ، فخرج من دار المختار وقصد دار هانى‏ء بن عروة ، فآواه وكثر اختلاف الشيعة إليه ، وكان عبيداللَّه بن زياد قد وضع المراصد عليه .

فلمّا علم أنّه في دار هانى‏ء دعا محمّد بن الأشعث وأسماء بن خارجة ۲وعمرو بن الحجّاج ، وقال : ما يمنع هانى‏ء بن عروة من إتياننا؟ فقالوا : ماندري ، وقد قيل : إنّه يشتكي .

فقال : قد بلغني ذلك ، وبلغني أنّه قد برأ وأنّه يجلس على باب داره ، ولو أعلم أنّه شاكٍ لعدته ، فالقوه ومروه أن لايدع ما يجب عليه من حقّنا ، فإنّي لا اُحبّ أن يفسد عندي مثله؛ لأنّه من أشراف العرب .

فأتوه حتّى وقفوا عليه عشيّة على بابه ، فقالوا : ما يمنعك من لقاء الأمير؟ فإنّه قد ذكرك وقال : لو أعلم أنّه شاكٍ لعدته . فقال لهم : الشكوى تمنعني .

فقالوا له : إنّه قد بلغه أنّك تجلس على باب دارك كلّ عشيّة ، وقد استبطأك ، والإبطاء والجفاء لايحتمله السلطان من مثلك؛ لأنّك سيّدٌ في قومك ، ونحن نقسم عليك إلّا ما ركبت معنا إليه . فدعا بثيابه فلبسها وفرسه فركبها ، حتّى إذا دنا من القصر كأنّ نفسه قد أحسّت ببعض الذي كان ، فقال لحسّان بن أسماء بن خارجة :

1.۱۱۴

2.۱۱۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
352

تلقى واللَّه شدّة إلّا لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ، ونقيك بأبداننا ، فانهض لما شئت .

وتكلّمت بنو سعد بن زيد ، فقالوا : يا أبا خالد ، إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال ، فحمدنا أمرنا وبقي عزّنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا .

وتكلّمت بنو عامر بن تميم فقالوا : يا أبا خالد ، نحن بنو أبيك وحلفاؤك ، لا نرضى إن غضبت ولانقطن إن ضعنت ، والأمر إليك ، فادعنا نجبك ومرنا نطعك ، والأمر إليك إذا شئت .

۱فقال : واللَّه يا بني سعد ، لئن فعلتموها لا يرفع اللَّه عنكم السيف أبداً ، ولا يزال سيفكم فيكم . ثمّ كتب إلى الحسين عليه السلام :

بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏
أمّا بعد؛ فقد وصل إليَّ كتابك ، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له ، من الأخذ بحظّي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وأنّ اللَّه لم يخل الأرض من عاملٍ عليها بخير ، ودليل على سبيل النجاة ، وأنتم حجّة اللَّه على خلقه ووديعته في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمدية ، هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشدّ تتابعاًَ لك من الإبل الظماء يوم خمسها لورود الماء ، وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد وغسلت لك درن صدورها بماء سحابة مزن حتّى استهلّ برقها فلمع .

فلمّا قرأ الحسين عليه السلام الكتاب قال : آمنك اللَّه يوم الخوف وأعزك ، وأرواك يوم العطش الأكبر .
فلمّا تجهّز المشار إليه للخروج إلى الحسين عليه السلام بلغه قتله قبل أن يسير ، فجزع من انقطاعه عنه .

وأمّا المنذر بن الجارود ، فإنّه جاء بالكتاب والرسول إلى عبيداللَّه بن زياد؛ لأنّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيداللَّه بن زياد وكانت بحرية بنت

1.۱۱۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6218
صفحه از 512
پرینت  ارسال به