أمّا بعد ، فإنّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول اللَّه ، فقد اخضرّ الجناب ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت ، فإنّما تقدم على جندٍ مجنّدة لك ، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته وعلى أبيك من قبلك .
فقال الحسين عليه السلام لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبداللَّه الحنفي : خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي ورد عليَّ معكما؟
فقالا : يابن رسول اللَّه ، شبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر ، ويزيد بن
۱الحارث ، ويزيد بن رويم ، وعروة بن قيس ، وعمرو بن الحجّاج ، ومحمّد بن عمير بن عطارد .
قال : فعندها قام الحسين عليه السلام فصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، وسأل اللَّه الخيرة في ذلك ، ثمّ دعا بمسلم بن عقيل وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم ۲يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه : قد نفذتُ إليكم ابن عمّي مسلم بن عقيل ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي .
فسار مسلم بالكتاب حتّى دخل إلى الكوفة ، فلمّا وقفوا على كتابه كثر استبشارهم بإتيانه إليهم ، ثمّ أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وصارت الشيعة تختلف إليه ، فلمّا اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام وهم يبكون ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً .
۳وكتب عبداللَّه بن مسلم الباهلي وعمارة بن الوليد وعمر بن سعد إلى يزيد يخبرونه بأمر مسلم بن عقيل ، ويشيرون عليه بصرف النعمان بن بشير وولاية غيره .
فكتب يزيد إلى عبيداللَّه بن زياد وكان والياً على البصرة بأنّه قد ولّاه الكوفة وضمّها إليه ، ويعرّفه أمر مسلم بن عقيل وأمر الحسين عليه السلام ، ويشدّد عليه في تحصيل مسلم وقتله ، فتأهّب عبيداللَّه للمسير إلى الكوفة .
۴وكان الحسين عليه السلام قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتاباً مع مولى له اسمه