351
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

سليمان ويكنّى أبا رزين يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته ، منهم : يزيد بن مسعود النهشلي ، والمنذر بن الجارود العبدي .

فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد ، فلمّا حضروا قال : يا بني تميم ، كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم؟ فقالوا : بخٍّ بخٍّ ، أنت واللَّه ، فقرة الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطاً ، وتقدّمت فيه فرطاً .

قال : فإنّي قد جمعتكم لأمرٍ اُريد أن اُشاوركم فيه وأستعين بكم عليه .
فقالوا : واللَّه ، إنّما نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي ، فقل نسمع .

۱فقال : إنّ معاوية قد مات ، فأهون به واللَّه هالكاً ومفقوداً ، ألا وإنّه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعةً عقد بها أمراً وظنّ أنّه قد أحكمه ، وهيهات والذي أراد ، اجتهد - واللَّه - ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام ابنه يزيد - شارب الخمور ورأس الفجور - يدّعي الخلافة على المسلمين ، ويتأمّر عليهم بغير رضىً منهم ، مع قصر حلمٍ وقلّة علمٍ ، لا يعرف من الحقّ موطئ قدمه ، فاُقسم باللَّه قسماً مبروراً لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين .

وهذا الحسين بن عليّ ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل ، له فضلٌ لا يوصف وعلمٌ لا ينزف ، وهو أولى بهذا الأمر؛ لسابقته وسنّه ، وقدمه وقرابته ، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعيّة وإمام قوم ، وجبت للَّه به الحجّة ، وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحقّ ، ولا تسكعوا في وهدة الباطل ، فقد كان صخر ۲بن قيس قد انخذل بكم يوم الجمل ، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ونصرته ، واللَّه ، لا يقصّر أحدٌ عن نصرته إلّا أورثه اللَّه الذلّ في ولده والقلّة في عشيرته . وها أنا قد لبست للحرب لامتها وأدرعت لها بدرعها ، مَن لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم اللَّه ردّ الجواب .

فتكلّمت بنو حنظلة ، فقالوا : يا أبا خالد ، نحن نبل كنانتك ، وفارس عشيرتك ، إن رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض واللَّه غمرةً إلّا خضناها ، ولا

1.۱۱۱

2.۱۱۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
350

أمّا بعد ، فإنّ الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول اللَّه ، فقد اخضرّ الجناب ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فاقدم علينا إذا شئت ، فإنّما تقدم على جندٍ مجنّدة لك ، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته وعلى أبيك من قبلك .

فقال الحسين عليه السلام لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبداللَّه الحنفي : خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي ورد عليَّ معكما؟

فقالا : يابن رسول اللَّه ، شبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر ، ويزيد بن
۱الحارث ، ويزيد بن رويم ، وعروة بن قيس ، وعمرو بن الحجّاج ، ومحمّد بن عمير بن عطارد .

قال : فعندها قام الحسين عليه السلام فصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، وسأل اللَّه الخيرة في ذلك ، ثمّ دعا بمسلم بن عقيل وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم ۲يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه : قد نفذتُ إليكم ابن عمّي مسلم بن عقيل ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي .

فسار مسلم بالكتاب حتّى دخل إلى الكوفة ، فلمّا وقفوا على كتابه كثر استبشارهم بإتيانه إليهم ، ثمّ أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وصارت الشيعة تختلف إليه ، فلمّا اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام وهم يبكون ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً .

۳وكتب عبداللَّه بن مسلم الباهلي وعمارة بن الوليد وعمر بن سعد إلى يزيد يخبرونه بأمر مسلم بن عقيل ، ويشيرون عليه بصرف النعمان بن بشير وولاية غيره .
فكتب يزيد إلى عبيداللَّه بن زياد وكان والياً على البصرة بأنّه قد ولّاه الكوفة وضمّها إليه ، ويعرّفه أمر مسلم بن عقيل وأمر الحسين عليه السلام ، ويشدّد عليه في تحصيل مسلم وقتله ، فتأهّب عبيداللَّه للمسير إلى الكوفة .

۴وكان الحسين عليه السلام قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتاباً مع مولى له اسمه

1.۱۰۷

2.۱۰۸

3.۱۰۹

4.۱۱۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6220
صفحه از 512
پرینت  ارسال به