احتاج إلى نصرتكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدوا عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه .
قال : فكتبوا إليه :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ، من سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيّب بن نجبة ، ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر ، وعبداللَّه بن ۱وائل ، وسائر شيعته من المؤمنين :
سلام اللَّه عليك ، أمّا بعد؛ فالحمد للَّه الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل ، الجبّار العنيد ، الغشوم الظلموم ، الذي ابتزّ هذه الاُمّة أمرها ، وغصبها فيأها ، وتأمّر عليها بغير رضىً منها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال اللَّه دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعداً له كما بعدت ثمود .
ثمّ إنّه ليس علينا إمامٌ غيرك ، فاقبل لعلّ اللَّه يجمعنا بك على الحقّ . والنعمان بن بشير في قصر الإمارة ، ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت أخرجناه حتّى يلحق بالشام ، ۲والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته يابن رسول اللَّه وعلى أبيك من قبل ، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه العلّي العظيم .
ثمّ سرّحوا الكتاب ، ولبثوا يومين آخرين وأنفذوا جماعة معهم نحو مئة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة ، يسألونه القدوم عليهم ، وهو مع ذلك يتأنّى فلا يجيبهم ، فورد عليه في يوم واحدٍ ستمئة كتاب ، وتواترت الكتب حتّى اجتمع عنده منها في نوب متفرّقة إثنا عشر ألف كتاب .
ثمّ قدم عليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبداللَّه الحنفي بهذا ۳الكتاب ، وهو آخر ما ورد عليه عليه السلام من أهل الكوفة ، وفيه : بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ، من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام :