349
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

احتاج إلى نصرتكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدوا عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه .

قال : فكتبوا إليه :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏

إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ، من سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيّب بن نجبة ، ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر ، وعبداللَّه بن ۱وائل ، وسائر شيعته من المؤمنين :

سلام اللَّه عليك ، أمّا بعد؛ فالحمد للَّه الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل ، الجبّار العنيد ، الغشوم الظلموم ، الذي ابتزّ هذه الاُمّة أمرها ، وغصبها فيأها ، وتأمّر عليها بغير رضىً منها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال اللَّه دولة بين جبابرتها وعتاتها ، فبعداً له كما بعدت ثمود .

ثمّ إنّه ليس علينا إمامٌ غيرك ، فاقبل لعلّ اللَّه يجمعنا بك على الحقّ . والنعمان بن بشير في قصر الإمارة ، ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة ، ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت أخرجناه حتّى يلحق بالشام ، ۲والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته يابن رسول اللَّه وعلى أبيك من قبل ، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه العلّي العظيم .

ثمّ سرّحوا الكتاب ، ولبثوا يومين آخرين وأنفذوا جماعة معهم نحو مئة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة ، يسألونه القدوم عليهم ، وهو مع ذلك يتأنّى فلا يجيبهم ، فورد عليه في يوم واحدٍ ستمئة كتاب ، وتواترت الكتب حتّى اجتمع عنده منها في نوب متفرّقة إثنا عشر ألف كتاب .

ثمّ قدم عليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبداللَّه الحنفي بهذا ۳الكتاب ، وهو آخر ما ورد عليه عليه السلام من أهل الكوفة ، وفيه : بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ، من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام :

1.۱۰۴

2.۱۰۵

3.۱۰۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
348

۱فقال الحسين عليه السلام : وما ذاك؟ قل حتّى أسمع . فقال مروان : إنّي آمرك ببيعة يزيد أمير المؤمنين ، فإنّه خيرٌ لك‏في دينك ودنياك!
فقال الحسين عليه السلام : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! وعلى الإسلام السلام ، إذ قد بليت الاُمّة براعٍ مثل يزيد ، ولقد سمعت جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان . وطال الحديث بينه وبين مروان حتّى انصرف مروان وهو غضبان .

۲فلمّا كان الغداة توجّه الحسين عليه السلام إلى مكّة لثلاث مضين من شعبان سنة ستّين ، فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوّال وذي القعدة .
قال : وجاءه عبداللَّه بن العبّاس وعبداللَّه بن الزبير ، فأشارا عليه بالإمساك .
فقال لهما : إنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله قد أمرني بأمرٍ ، وأنا ماضٍ فيه .
قال : فخرج ابن عبّاس وهو يقول : واحسيناه!

۳ثمّ جاءه عبداللَّه بن عمر ، فأشار عليه بصلح أهل الضلال وحذّره من القتل والقتال .
فقال له : يا أبا عبد الرحمن ، أما علمت أنّ من هوان الدنيا على اللَّه تعالى أنّ رأس يحيى بن زكريا اُهدي إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل؟! أما علمت أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيّاً ، ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً؟! فلم يعجّل اللَّه عليهم ، بل أمهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ، اتّق اللَّه يا أبا عبدالرحمن ولا تَدَعَنَّ نصرتي .

قال : وسمع أهل الكوفة بوصول الحسين عليه السلام إلى مكّة وامتناعه من البيعة ليزيد ، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، فلمّا تكاملوا قام فيهم ۴خطيباً ، وقال في آخر خطبته :

يا معشر الشيعة ، إنّكم قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك وصار إلى ربّه وقدم على عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد ، وهذا الحسين بن عليّ عليهما السلام قد خالفه ، وصار إلى مكّة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد

1.۹۹

2.۱۰۱

3.۱۰۲

4.۱۰۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6253
صفحه از 512
پرینت  ارسال به