347
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وخاصةً على الحسين بن عليّ عليه السلام ، ويقول له : إن أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه!

فأحضر الوليد مروان بن الحكم واستشاره في أمر الحسين عليه السلام ، فقال : إنّه لا يقبل ، ولو كنت مكانك لضربت عنقه!
فقال الوليد : ليتني لم أكُ شيئاً مذكوراً .
ثمّ بعث إلى الحسين عليه السلام فجاءه في ثلاثين رجلاً من أهل بيته ومواليه ، فنعى الوليد إليه معاوية ، وعرض عليه البيعة ليزيد .

فقال : أيّها الأمير ، إنّ البيعة لا تكون سرّاً ، ولكن إذا دعوت الناس ۱غداً فادعنا معهم .
فقال مروان : لا تقبل أيّها الأمير عذره ، ومتى لم يبايع فاضرب عنقه!
فغضب الحسين عليه السلام ثمّ قال : ويلي عليك يابن الزرقاء! أنت تأمر بضرب عنقي؟! كذبت واللَّه ولؤمت ، ثمّ أقبل على الوليد فقال : أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبنا فتح اللَّه ، وبنا ختم اللَّه ، ويزيد رجلٌ فاسق ، شارب الخمر ، قاتل النفس المحرّمة ، معلن بالفسق ، ليس له هذه المنزلة ، ومثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون ، أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة؟! ثمّ خرج عليه السلام .

فقال مروان للوليد : عصيتني!
فقال : ويحك يا مروان! إنّك أشرت عليَّ بذهاب ديني ودنياي ، واللَّه ، ما اُحبّ أنّ ملك الدنيا بأسرها لي وأنّني قتلت حسيناً ، واللَّه ، ما أظنّ أحداً يلقى اللَّه بدم الحسين إلّا وهو خفيف الميزان ، لا ينظر اللَّه إليه يوم القيامة ولا يزكّيه ، وله عذابٌ أليمً .

قال : وأصبح الحسين عليه السلام ، فخرج من منزله يستمع الأخبار ، فلقاه مروان ، فقال : يا أبا عبداللَّه ، إنّي لك ناصحٌ فأطعني ترشد .

1.۹۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
346

تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم .

ألا وإنّه سترد عليَّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الاُمّة : راية سوداء مظلمة قد فزعت لها الملائكة ، فتقف عليَّ ، فأقول : مَن أنتم؟ ۱فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب .

فأقول لهم : أنا أحمد نبيّ العرب والعجم . فيقولون : نحن من اُمّتك يا أحمد .
فأقول لهم : كيف خلّفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعناه ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض .

فاُوَلّي وجهي عنهم ، فيصدرون ظماءً عطاشاً مسودّة وجوههم .
ثمّ ترد عليَّ رايةٌ اُخرى أشدّ سواداً من الاُولى ، فأقول لهم : كيف خلّفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر : كتاب ربّي ، وعترتي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فخالفنا ، وأمّا الأصغر فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق .

فأقول : إليكم عنّي ، فيصدرون ظماءً عطاشاً مسودّة وجوههم .
ثمّ ترد عليّ راية اُخرى تلمع نوراً ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن اُمّة محمّد صلى اللّه عليه و آله ، ونحن بقيّة أهل الحقّ ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرّيّة نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه و آله ، فنصرناهم في كلّ ما نصرنا منه أنفسنا ، وقاتلنا معهم مَن ناواهم .

فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي ، فيصدرون مرويّين مستبشرين ، ثمّ يدخلون الجنّة ۲خالدين فيها أبد الآبدين .

قال : وكان الناس يتعاودون ذكر قتل الحسين عليه السلام ، ويستعظمونه ويرتقبون قدومه . فلمّا توفّي معاوية بن أبي سفيان وذلك في رجب سنة ستّين من الهجرة كتب يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة وكان أميراً بالمدينة ۳يأمره بأخذ البيعة له على أهلها

1.۹۵

2.۹۶

3.۹۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6255
صفحه از 512
پرینت  ارسال به