345
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ولم يبق في السماوات ملك إلّا ونزل إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، كلٌّ يقرؤه السلام ، ويعزّيه في الحسين عليه السلام ، ويخبره بثواب ما يعطى ، ويعرض عليه تربته ، والنبيّ صلى اللّه عليه و آله يقول : اللّهمّ اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتّعه بما طلبه .

قال : فلمّا أتى على الحسين عليه السلام سنتان من مولده خرج النبيّ صلى اللّه عليه و آله في سفرٍ له ، فوقف في بعض الطريق ، فاسترجع ودمعت عيناه ، فسئل عن ذلك ، فقال : هذا جبرئيل يخبرني عن أرضٍ بشطّ الفرات يقال لها : كربلاء ، يقتل بها ولدي الحسين بن فاطمة .

فقيل له : مَن يقتله يا رسول اللَّه؟ فقال : رجل اسمه يزيد ، وكأنّي أنظر إلى مصرعه ومدفنه .
ثمّ رجع من سفره ذلك مغموماً ، فصعد المنبر فخطب ووعظ ، والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه .

فلمّا فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ، واليسرى على رأس ۱الحسين ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : اللّهمّ إنّ محمّداً عبدك ورسولك ، وهذان أطائب عترتي وخيار ذرّيّتي وأرومتي ومن اُخلّفهما في اُمّتي ، وقد أخبرني جبرئيل عليه السلام أنّ ولدي هذا مقتول مخذول ، اللّهمّ فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء ، اللّهمّ ولا تبارك في قاتله وخاذله .

قال : فضجّ الناس في المسجد بالبكاء والنحيب ، فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أتبكون ولا تنصرونه؟!
ثمّ رجع صلوات اللَّه عليه وهو متغيّر اللون محمرّ الوجه ، فخطب خطبةً اُخرى موجزة وعيناه تهملان دموعاً ، قال :

أيّها الناس! إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللَّه ، وعترتي أهل بيتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوضَ ، ألا وأنّي أنتظرهما ، وأنّي لا أسألكم في ذلك إلّا ما أمرني ربّي أن أسألكم المودّة في القربى ، فانظروا ألّا

1.۹۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
344

المسلك الأوّل : في الاُمور المتقدّمة على القتال۱

كان۲ مولد الحسين عليه السلام لخمس ليالٍ خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة .
وقيل : اليوم الثالث منه .
وقيل : في أواخر شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث من الهجرة . وروي غير ذلك .
قالت اُمّ الفضل زوجة العبّاس (رضوان اللَّه عنهما) : رأيت في منامي ۳قبل مولده كأنّ قطعةً من لحم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله قطعت فوضعت في حجري ، فَعَبَّرتُ ذلك على رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فقال :خيراً رأيت ، إن صدقت رؤياك ، فإنّ فاطمة ستلد غلاماً ، فأدفعه إليك لترضعيه .

قالت : فجرى الأمر على ذلك ، فجئت به يوماً فوضعته في حجره ، فبال ، فقطرت من بوله قطرةٌ على ثوب النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، فقرصته ، فبكى ، فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : مهلاً يا اُمّ الفضل ، فهذا ثوبي يغسل ، وقد أوجعت ابني!

قالت : فتركته في حجره ، وقمت لآتيه بماء ، فجئت ، فوجدته صلوات اللَّه عليه وآله يبكي .
فقلت : مِمَّ بكاؤك يا رسول اللَّه؟
فقال : إن جبرئيل عليه السلام أتاني ، فأخبرني أنّ اُمّتي تقتل ولدي هذا ، لا أنالهم اللَّه شفاعتي يوم القيامة .

قال رواة الحديث : فلمّا أتت على الحسين عليه السلام من مولده سنة كاملة هبط على رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله اثنا عشر ملكاً : أحدهم على صورة الأسد ، والثاني على صورة الثور ، والثالث على صورة التنّين ، والرابع على صورة ولد آدم ، ۴والثمانية الباقون على صور شتّى ، محمرّة وجوههم ، باكية عيونهم ، قد نشروا أجنحتهم ، وهم يقولون : يا محمّد ، سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل ، وسَيُعطَى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل .

1.‏۸۹

2.‏۹۱

3.۹۲

4.۹۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5910
صفحه از 512
پرینت  ارسال به