337
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فهل قرأت في سورة بني إسرائيل : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ»؟ قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، فقال عليّ رضى اللَّه عنه : نحن القربى يا شيخ .
و لكن هل قرأت هذه الآية : «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى‏»؟
قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال عليّ : فنحن ذو القربى يا شيخ .

و لكن هل قرأت هذه الآية : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»؟ قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال عليّ : فنحن أهل البيت الذين خصصنا بآية الطهارة .
قال : فبقي الشيخ ساعة ساكتاً نادماً على ما تكلّمه ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : اللّهمّ! إنّي تائب إليك ممّا تكلّمته ومن بغض هؤلاء القوم ، اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من عدوّ محمّد وآل محمّد من الجنّ والإنس .

قال : ثمّ اُتي بهم حتّى اُدخلوا على يزيد وعنده يومئذ وجوه أهل الشام ، فلمّا نظر إلى عليّ بن الحسين رضى اللَّه عنه قال له : من أنت يا غلام؟ فقال : أنا عليّ بن الحسين ، فقال : يا عليّ! إنّ أباك الحسين قطع رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني ، فصنع اللَّه به ما قد رأيت!

فقال عليّ بن الحسين : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» .
فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه يا بنيّ ، فلم يدرِ خالد ماذا يقول ، ۱فقال يزيد : «وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ» .

قال : فقام رجل من أهل الشام فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية! فقال له يزيد : اسكت ، ويلك! لا تقل ذلك ، فهذه ابنة عليّ وفاطمة ، وهم أهل بيت لم يزالوا مبغضين لنا منذ كانوا .

1.۵ / ۱۲۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
336

هذه الآية : «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ - إلى - قَدِيرٌ» .

قال : ثمّ دعا بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين رضى اللَّه عنه وهو يقول : لقد كان أبو عبداللَّه حسن المنطق! فأقبل إليه أبو برزة الأسلمي أو غيره ، فقال له : يا يزيد ويحك! أ تنكت بقضيبك ثنايا الحسين وثغره؟! أشهد لقد رأيت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم يرشف ثناياه وثنايا أخيه ويقول : أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة ، فقتل اللَّه قاتلكما ولعنه وأعدّ له نار جهنّم وساءت مصيراً ، أما إنّك يا يزيد لتجي‏ء يوم القيامة وعبيد اللَّه بن زياد شفيعك ، ويجي‏ء هذا ومحمّد صلى اللّه عليه و سلم شفيعه .

قال : فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فاُخرج سحباً . وجعل يزيد يتمثّل بأبيات عبداللَّه بن الزبعري وهو يقول :

لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدواوَقعةَ الخَزرَجِ مِن وَقعِ الأَسَل‏
لاًَّهَلُّوا واستَهَلّوا فَرَحاًثُمَّ قالوا يا يَزيدُ لا تُسَل‏
حينَ أَلقَت بِقَناةٍ بَركَهاو استَحَرَّ القَتلُ في عَبدِ الأَشَل‏
فَجَزَيناهُم بِبَدرٍ مِثلَهاو أَقَمنا مِثلَ بَدرٍ فاعتَدَل‏
ثمّ زاد فيها هذا البيت من نفسه فقال :

لَستُ مِن عُتبَةَ إن لَم أَنتَقِم‏مِن بَني أحمَدَ ما كانَ فَعَل‏
قال : وأتي بحرم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم حتّى اُدخلوا مدينة دمشق من باب يقال له باب ۱توماء ، ثمّ اُتي بهم حتّى وقفوا على درج باب المسجد حيث يقام السبي ، وإذا الشيخ قد أقبل حتّى دنا منهم وقال : الحمد للَّه الذي قتلكم وأهلككم وأراح الرجال من سطوتكم وأمكن أمير المؤمنين منكم .

فقال له عليّ بن الحسين : يا شيخ ، هل قرأت القرآن؟ فقال : نعم قد قرأته .
قال : فعرفت هذه الآية : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏»؟ قال الشيخ : قد قرأت ذلك ، قال عليّ بن الحسين رضى اللَّه عنه : فنحن القربى يا شيخ .

1.۵ / ۱۲۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6112
صفحه از 512
پرینت  ارسال به