335
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

جعلوا ينقصون إلى غير وزر ، ويلوذون منّا بالآكام والحفر ، كما يخاف الحمام من الصقور ، فواللَّه يا أمير المؤمنين ، ما كان إلّا جزر جزور أو نومة قائل حتّى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم بالعراء مجرّدة ، وثيابهم بالدماء مرمّلة ، وخدودهم بالتراب معفّرة .

قال : فأطرق يزيد ساعة ثمّ رفع رأسه فقال : يا هذا ، لقد كنتُ أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين بن عليّ ، أما واللَّه ، لو صار إليّ لعفوت عنه ، ولكن قبّح اللَّه ابن مرجانة!

قال : وكان عبداللَّه بن الحكم أخو مروان بن الحكم قاعداً عند يزيد بن معاوية ، فجعل يقول شعراً . فقال يزيد : نعم ، لعن اللَّه ابن ۱مرجانة إذ قدم على مثل الحسين ابن فاطمة ، أما واللَّه ، لو كنت صاحبه لما سألني خصلةً إلّا أعطيته إيّاها ، ولدفعت عنه الحتف بكلّ ما استطعت ولو كان بهلاك بعض ولدي ، ولكن ليقضي اللَّه أمراً كان مفعولاً ، فلم يكن له منه مردّ .

قال : ثمّ اُتي بالرأس حتّى وضع بين يدي يزيد بن معاوية في طشت من ذهب ، قال : فجعل ينظر إليه وهو يقول :

نُفلّق هاماً من رجالٍ أعزّةٍعَلَينا وهُم كانوا أَعَقَّ وأَظلَما
قال : ثمّ أقبل على أهل مجلسه وقال : هذا كان يفتخر عليّ ويقول : أبي خير من أب يزيد ، واُمّي خير من اُمّه ، وجدّي خير من جدّ يزيد ، وأنا خير من يزيد ، فهذا الذي قتله ، فأمّا قوله : إنّ أبي خير من أب يزيد ، فقد حاجّ أبي أباه فقضى اللَّه لأبي على أبيه ، وأمّا قوله : إنّ اُمّي خير من اُمّ يزيد ، فلعمري أنّه صدق أنّ فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم خير من اُمّي ، وأما قوله بأنّ جدّي خير من جدّ يزيد ، فليس أحد يؤمن باللَّه واليوم الآخر يقول : إنّه خير من محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، و أمّا قوله : ۲خير منّي‏۳ ، فلعلّه لم يقرأ

1.۵ / ۱۲۴

2.۵ / ۱۲۵

3.كذا في المصدر ، ولعلّ فيه سقط ، فيكون هكذا : «إنّه خير منّي» بدل «خير منّي» .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
334

قال : ثمّ قدم إليه سفيان بن يزيد ، فقال له ابن زياد : ما الذي أخرجك عليّ يا ابن المعقل؟ فقال له : بلغني أنّ أصحابك أسروا عمّي فخرجت اُدافع عنه .
قال : فخلى سبيله وراقب فيه عشيرته .

ثمّ دعا بعبد الرحمن بن مخنف الأزدي فقال له : ما هذه الجماعة على بابك؟ فقال : أصلح اللَّه الأمير ، ليس على بابي جماعة وقد قتلت صاحبك الذي أردت وأنا لك سامع مطيع ، وإخوتي لك جميعاً كذلك ، قال : فسكت عنه ابن زياد ثمّ خلّاه وخلّى سبيل إخوته وبني عمّه .

ذكر كتاب عبيد اللَّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما

قال : ثمّ دعا ابن زياد زجر بن قيس الجعفي فسلّم إليه رأس الحسين بن عليّ ۱(رضي اللَّه عنهما) ورؤوس إخوته ورأس عليّ بن الحسين ورؤوس أهل بيته وشيعته رضي اللَّه عنهم أجمعين . ودعا عليّ بن الحسين أيضاً فحمله ، وحمل أخواته وعمّاته وجميع نسائهم إلى يزيد بن معاوية .

قال : فسار القوم بحرم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم من الكوفة إلى بلاد الشام على محامل بغير وطاء من بلد إلى بلد ، ومن منزل إلى منزل كما تساق اُسارى الترك والديلم .
قال : وسبق زحر بن قيس الجعفي برأس الحسين إلى دمشق حتّى دخل على يزيد ، فسلّم عليه ودفع إليه كتاب عبيد اللَّه بن زياد .
قال : فأخذ يزيد كتاب عبيد اللَّه بن زياد فوضعه بين يديه ، ثمّ قال : هات ما عندك يا زحر ، فقال زحر :
أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللَّه عليك وبنصره إيّاك ، فإنّه ورد علينا الحسين بن عليّ في اثنين وثلاثين رجلاً من شيعته وإخوته وأهل بيته ، فسرنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم عبيد اللَّه بن زياد ، فأبوا علينا فقاتلناهم من وقت شروق الشمس إلى أن أضحى النهار ، فلمّا أخذت السيوف مأخذها من الرجال

1.۵ / ۱۲۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5888
صفحه از 512
پرینت  ارسال به