333
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : وتكاثروا عليه من كلّ ناحية حتّى أخذوه . فقال جندب بن عبداللَّه الأزدي : إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! أخذوا واللَّه عبداللَّه بن عفيف فقبح واللَّه العيش من بعده .

قال : ثمّ اُتي به حتّى اُدخل على عبيد اللَّه بن زياد ، فلمّا رآه قال : الحمد للَّه الذي أخزاك!
فقال له عبداللَّه بن عفيف : يا عدوّ اللَّه بهذا أخزاني! واللَّه لو فرّج اللَّه عن بصري لضاق عليك موردي ومصدري .

قال : فقال ابن زياد : يا عدوّ نفسه! ما تقول في عثمان بن عفّان رضى اللَّه عنه ؟
فقال : يا ابن عبد بني علاج! يا ابن مرجانة وسميّة! ما أنت وعثمان بن عفان؟ عثمان أساء أم أحسن ، وأصلح أم أفسد ، اللَّه تبارك وتعالى وليّ خلقه يقضي بين خلقه وبين عثمان بن عفّان بالعدل والحقّ ، ولكن سلني ۱عن أبيك وعن يزيد وأبيه! فقال ابن زياد : واللَّه ، لا سألتك عن شي‏ء أو تذوق الموت!

فقال عبداللَّه بن عفيف : الحمد للَّه ربّ العالمين! أما إنّي كنت أسأل ربّي عزّ و جلّ أن يرزقني الشهادة ، والآن فالحمد للَّه الذي رزقني إيّاها بعد الإياس منها وعرّفني الإجابة منه لي في قديم دعائي!
فقال ابن زياد : اضربوا عنقه! فضربت رقبته وصلب رحمة اللَّه عليه .

قال : ثمّ دعا ابن زياد بجندب بن عبداللَّه الأزدي فقال : يا عدوّ اللَّه! أ لست صاحب عليّ بن أبي طالب رضى اللَّه عنه في يوم صفين؟ فقال : بلى واللَّه يا ابن زياد ، أنا صاحب عليّ بن أبي طالب رضى اللَّه عنه ولا زلت له وليّاً ولا أبرأ إليك من ذلك!
فقال ابن زياد : أظنّ أنّي أتقرّب إلى اللَّه تعالى بدمك ، فقال جندب : واللَّه ، ما يقرّبك دمي من اللَّه ولكنّه يباعدك‏منه ، وبعد فإنّه لم يبقَ من عمري إلّا أقلّه ، وما أكره أن يكرمني اللَّه بهوانك .

فقال ابن زياد : أخرجوه عنّي فإنّه شيخ قد خرف وذهب عقله! قال : فاُخرج عنه وخلّي سبيله .

1.۵ / ۱۲۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
332

جماعة من الأزد ، فحبسهم وقال : واللَّه ، لا خرجتم من يدي أو تأتوني بعبداللَّه بن عفيف .

قال : ثمّ دعا ابن زياد لعمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمّد بن الأشعث وشبث بن الربعي وجماعة من أصحابه ، وقال لهم : اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى ۱الأزد الذي قد أعمى اللَّه قلبه كما أعمى عينيه ، ائتوني به!

قال : فانطلقت رسل عبيد اللَّه بن زياد إلى عبداللَّه بن عفيف ، وبلغ ذلك الأزد فاجتمعوا ، واجتمع معهم أيضاً قبائل اليمن ليمنعوا عن صاحبهم عبداللَّه بن عفيف . وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمّهم إلى محمّد بن الأشعث وأمره بقتال القوم .

قال : فأقبلت قبائل مضر نحو اليمن ودنت منهم اليمن ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إلى أصحابه يؤنّبهم ، فأرسل إليه عمرو بن الحجّاج يخبره باجتماع اليمن عليهم .

قال : وبعث إليه شبث بن الربعي : أيّها الأمير ، إنّك قد بعثتنا إلى اُسود الآجام فلا تعجل! قال : و اشتدّ قتال القوم حتّى قتل جماعة منهم من العرب .

قال : ودخل أصحاب ابن زياد إلى دار ابن عفيف فكسروا الباب واقتحموا عليه ، فصاحت به ابنته : يا أبت ، أتاك القوم من حيث لا تحتسب! فقال : لا عليك يا ابنتي ، ناوليني السيف ، قال : فناولته فأخذه وجعل يذبّ عن نفسه وهو يقول :

أنا ابنُ ذي الفضلِ العفيفِ الطاهرِعَفيفُ شيخي وابنُ اُمّ عامرِ
كم دارعٍ من جَمعِهِم وحاسرِو بطلٍ جندلته مغادرِ
قال : وجعلت ابنته تقول : يا ليتني كنت رجلاً فاُقاتل بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة! قال : وجعل القوم يدورون عليه من خلفه وعن يمينه وعن شماله ، وهو يذب عن نفسه بسيفه ، وليس يقدر أحد أن يتقدّم إليه .

1.۵ / ۱۲۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5819
صفحه از 512
پرینت  ارسال به