331
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ذكر عبداللَّه بن عفيف الأزدي وردّه على ابن زياد ومقتله رحمه اللّه

قال : فصعد ابن زياد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ، وقال في بعض كلامه : الحمد للَّه الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين وأشياعه ، وقتل الكذّاب ابن ۱الكذّاب . قال : فما زاد على هذا الكلام شيئاً ووقف ، فقام إليه عبداللَّه بن عفيف الأزدي رحمه اللّه ، وكان من خيار الشيعة ، وكان أفضلهم ، وكان قد ذهبت عينه اليسرى في يوم الجمل والاُخرى في يوم صفّين ، وكان لا يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل ، ثمّ ينصرف إلى منزله ، فلمّا سمع مقالة ابن زياد وثب قائماً ، ثمّ قال :

يا ابن مرجانة! الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك ، ومن استعملك وأبوه ، يا عدوّ اللَّه أَ تقتلون أبناء النبيّين وتتكلّمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين؟
قال : فغضب ابن زياد ثمّ قال : مَن المتكلّم؟ فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ اللَّه! أ تقتل الذرّية الطاهرة التي قد أذهب اللَّه عنها الرجس في كتابه وتزعم أنّك على دين الإسلام؟! وا عوناه! أين أولاد المهاجرين والأنصار لا ينتقمون‏۲ من طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمّد نبيّ ربّ العالمين .

قال : فازداد غضباً عدوّ اللَّه حتّى انتفخت أوداجه ، ثمّ قال : عليَّ به! قال : فتبادرت إليه الجلاوزة من كلّ ناحية ليأخذوه ، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمّه ، فخلصوه من أيدي الجلاوزة ، وأخرجوه من باب المسجد ، فانطلقوا به إلى منزله .

و نزل ابن زياد عن المنبر ودخل القصر ، ودخل عليه أشراف الناس فقال : أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟ فقالوا : قد رأينا أصلح اللَّه الأمير إنّما الأزد فعلت ذلك فشدّ يديك بساداتهم ، فهم الذين استنقذوه من يدك حتّى صار إلى منزله .

قال : فأرسل ابن زياد إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي فأخذه وأخذ معه

1.۵ / ۱۲۰

2.كذا في المصدر ، والمناسب «لينتقمون» كما في بعض المصادر الاُخرى .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
330

الأمير ، إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشي‏ء من منطقها .

فقال ابن زياد : لقد أشفى اللَّه نفسي من طاغيتك والعصاة المردودة من أهل بيتك .
فقالت زينب : لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت .

فقال ابن زياد : هذه شجاعة لا حرج ، لعمري ، لقد كان أبوك شاعراً شجاعاً ، فقالت ۱زينب (رضي اللَّه عنها) : يا ابن زياد! وما للمرأة والشجاعة .
قال : فالتفت ابن زياد إلى عليّ بن الحسين رضى اللَّه عنه قال : أَوَ لَم يقتل عليّ بن الحسين؟

قال : ذاك أخي وكان أكبر منّي فقتلتموه وإنّ له مطلاً منكم يوم القيامة ، فقال ابن زياد : ولكنّ اللَّه قتله ، فقال عليّ بن الحسين رضى اللَّه عنه :
«اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا» ، وقال تعالى : «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» .
فقال ابن زياد لبعض جلسائه : ويحك! . . . خذه إليك الآن فاضرب عنقه! قال : فتعلّقت به عمّته زينب بنت عليّ وقالت له : يا ابن زياد ، إنّك لم تبقِ منّا أحداً ، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه .

فقال عليّ بن الحسين لعمّته : اسكتي حتّى اُكلّمه! ثمّ أقبل عليّ رضى اللَّه عنه على ابن زياد فقال : أَ بالقتل تهدّدني؟ أما علمت أنَّ القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة؟!
قال : فسكت ابن زياد ثمّ قال : أخرجوهم عنّي! وأنزلهم في دارك‏۲ إلى جانب المسجد الأعظم .

ثمّ نادى عبيد اللَّه بن زياد في الناس فجمعهم في المسجد الأعظم ، ثمّ خرج وصعد المنبر .

1.۵ / ۱۱۹

2.كذا في المصدر ، وفي معظم المقاتل الاُخرى «دار» بدل «دارك» وهو الصحيح .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5854
صفحه از 512
پرینت  ارسال به