327
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فغضب عمر بن سعد ثمّ قال لرجل : انزل أنت إلى الحسين فأرحه! قال : فنزل إليه خوليّ بن يزيد الأصبحي (لعنه اللَّه) فاحتزّ رأسه!!!
و تقدّم إليه رجل من بني تميم يقال له : الأسود بن حنظلة (لعنه اللَّه) وأخذ سيفه! وتقدّم إليه جعفر بن الوبر الحضرمي (لعنه اللَّه) فأخذ قميصه! فلبسه فصار أبرص وأسقط شعره ، وأخذ سراويله يحيى بن عمرو الحرمي! فلبسه فصار زمناً مقعداً من رجليه ، وأخذ عمامته جابر بن زيد الأزدي! فاعتمّ بها فصار مجذوماً ، وأخذ درعه مالك بن بشر الكندي! فلبسه فصار معتوهاً .
قال : وارتفعت في ذلك الوقت غبرةٌ شديدةٌ سوداءُ مظلمةٌ ، فيها ريح أحمر لا يرى فيها أثر عين ولا قدم حتّى ظنّ القوم أن قد نزل بهم العذاب ، فبقوا كذلك ساعة ، ثمّ انجلت عنهم .

قال : وأقبل بعد ذلك فرس الحسين وكان قبل ذلك غارَ من بين أيديهم أن لا يؤخذ ، فوضع رأسه في دم الحسين رضى اللَّه عنه وأقبل يركض إلى خيمة النساء وهو يصهل .
قال : فلمّا نظر أخوات الحسين إليه وبناته وأهل بيته (رضوان اللَّه عليهم) إلى ۱الفرس وليس عليه أحد ، رفعوا أصواتهم بالصراخ والعويل ، وأقبل القوم حتّى أحدقوا بالخيمة ، وأقبل الشمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) حتّى وقف قريباً من خيمة النساء فقال لقومه : ادخلوا فاسلبوا بزيهنّ!

قال : فدخل القوم فأخذوا كلّ ما كان في الخيمة ، حتّى أفضوا إلى قرط كان في اُذن أم كلثوم (رضي اللَّه عنهم) فأخذوه وخرموا اُذنها ، وخرج القوم من الخيمة وأضرموها بالنار .

و أرسل عمر بن سعد بالرأس إلى عبيد اللَّه بن زياد ، فجاءه الرجل بالرأس واسمه بشر بن مالك حتّى وضع الرأس بين يديه وجعل يقول :

املأ ركابي فضّةً وذهباأنا قتلتُ الملكَ المُحَجَّبا
وَ مَن يُصَلّي القبلتين في الصِباو خَيرهُم إذ يَذكرونَ النَسَبا
قَتلتُ خيرُ الناسِ اُمّا وأبا
قال : فغضب عبيد اللَّه بن زياد من قوله ثمّ قال : إذ علمت أنّه كذلك فَلِمَ قتلته؟! واللَّه ، لا نلت منّي خيراً ولألحقنّك به ، ثمّ قدّمه وضرب عنقه .

1.۵ / ۱۱۶


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
326

قال : فصاح به الحصين بن نمير السكوني ، فقال : يا ابن فاطمة! وبماذا ينتقم لك منّا؟ قال : يلقي بأسكم بينكم ويسفك دماءكم ، ثم يصبّ عليكم العذاب صبّاً .
قال : فصاح الشمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) بأصحابه فقال : ما وقوفكم؟
و ماذا تنتظرون بالرجل وقد أوثقته السهام؟ احملوا عليه ، ثكلتكم اُمّهاتكم!
قال : فحملوا عليه من كلّ جانب .
قال : وأوثقته الجراح بالسيوف ، فضربه رجل يقال له : زرعة بن شريك التميمي (لعنه اللَّه) ضربةً على يده اليسرى!!

و ضربه عمرو بن طلحة الجعفي (لعنه اللَّه) على حبل عاتقه من ورائه ضربةً منكرة!!
و رماه سنان بن أنس النخعي (لعنه اللَّه) بسهم ، فوقع السهم في نحره!!
و طعنه صالح بن وهب اليزني (لعنه اللَّه) طعنةً في خاصرته! فسقط الحسين رضى اللَّه عنه عن فرسه إلى الأرض ، واستوى قاعداً ونزع السهم من نحره وأقرن كفّيه ، فكلّما امتلأتا من دمه خَضَّبَ به رأسه ولحيته وهو يقول : هكذا حتّى ألقى ربّي بدمي مغصوباً على حقّي!

قال : وأقبل عمر بن سعد حتّى وقف عليه وقال لأصحابه : انزلوا إليه فخذوا ۱رأسه!

قال : فنزل إليه نصر بن خرشبة الضبابي (لعنه اللَّه) وكان أبرص فضربه برجله ، فألقاه على قفاه ، ثمّ أخذ بلحيته ، فقال له الحسين : أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي ، قال : أَ وتُشبّهني بالكلاب يا ابن فاطمة؟! قال : ثمّ جعل يضرب بسيفه (لعنه اللَّه) على مذبح الحسين وهو يقول :

أَقتُلُكَ اليومَ ونفسي تَعلمُ‏علماً يقيناً ليس فيه مرغمُ‏
ولا محال لا ولا تأثّم‏إنَّ أباك خيرُ من تَكَلَّمُوا

1.۵ / ۱۱۵

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5962
صفحه از 512
پرینت  ارسال به