قال : فغضب عمر بن سعد ثمّ قال لرجل : انزل أنت إلى الحسين فأرحه! قال : فنزل إليه خوليّ بن يزيد الأصبحي (لعنه اللَّه) فاحتزّ رأسه!!!
و تقدّم إليه رجل من بني تميم يقال له : الأسود بن حنظلة (لعنه اللَّه) وأخذ سيفه! وتقدّم إليه جعفر بن الوبر الحضرمي (لعنه اللَّه) فأخذ قميصه! فلبسه فصار أبرص وأسقط شعره ، وأخذ سراويله يحيى بن عمرو الحرمي! فلبسه فصار زمناً مقعداً من رجليه ، وأخذ عمامته جابر بن زيد الأزدي! فاعتمّ بها فصار مجذوماً ، وأخذ درعه مالك بن بشر الكندي! فلبسه فصار معتوهاً .
قال : وارتفعت في ذلك الوقت غبرةٌ شديدةٌ سوداءُ مظلمةٌ ، فيها ريح أحمر لا يرى فيها أثر عين ولا قدم حتّى ظنّ القوم أن قد نزل بهم العذاب ، فبقوا كذلك ساعة ، ثمّ انجلت عنهم .
قال : وأقبل بعد ذلك فرس الحسين وكان قبل ذلك غارَ من بين أيديهم أن لا يؤخذ ، فوضع رأسه في دم الحسين رضى اللَّه عنه وأقبل يركض إلى خيمة النساء وهو يصهل .
قال : فلمّا نظر أخوات الحسين إليه وبناته وأهل بيته (رضوان اللَّه عليهم) إلى ۱الفرس وليس عليه أحد ، رفعوا أصواتهم بالصراخ والعويل ، وأقبل القوم حتّى أحدقوا بالخيمة ، وأقبل الشمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) حتّى وقف قريباً من خيمة النساء فقال لقومه : ادخلوا فاسلبوا بزيهنّ!
قال : فدخل القوم فأخذوا كلّ ما كان في الخيمة ، حتّى أفضوا إلى قرط كان في اُذن أم كلثوم (رضي اللَّه عنهم) فأخذوه وخرموا اُذنها ، وخرج القوم من الخيمة وأضرموها بالنار .
و أرسل عمر بن سعد بالرأس إلى عبيد اللَّه بن زياد ، فجاءه الرجل بالرأس واسمه بشر بن مالك حتّى وضع الرأس بين يديه وجعل يقول :
املأ ركابي فضّةً وذهباأنا قتلتُ الملكَ المُحَجَّبا
وَ مَن يُصَلّي القبلتين في الصِباو خَيرهُم إذ يَذكرونَ النَسَبا
قَتلتُ خيرُ الناسِ اُمّا وأبا
قال : فغضب عبيد اللَّه بن زياد من قوله ثمّ قال : إذ علمت أنّه كذلك فَلِمَ قتلته؟! واللَّه ، لا نلت منّي خيراً ولألحقنّك به ، ثمّ قدّمه وضرب عنقه .