325
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : ثمّ إنّه دعا إلى البراز فلم يزل يقتل كلّ من خرج إليه من عيون الرجال حتّى قتل منهم مقتلةً عظيمةً .
قال : وتقدّم الشمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) في قبيلة عظيمة ، فقاتلهم الحسين بأجمعهم وقاتلوه حتّى حالوا بينه وبين رحله ، قال : فصاح بهم الحسين رضى اللَّه عنه :

و يحكم يا شيعة آل سفيان! إن لم يكن دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعواناً كما تزعمون .
قال : فناداه الشمر بن ذي الجوشن (لعنه اللَّه) : ما ذا تقول يا حسين؟
قال : أقول أنا الذي اُقاتلكم وتقاتلوني ، والنساء ليس لكم عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم وطغاتكم وجهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمتُ حياً!

فقال الشمر : لك ذلك يا ابن فاطمة . قال : ثمّ صاح الشمر بأصحابه وقال : إليكم عن حريم الرجل واقصدوه في نفسه ، فلعمري ، إنّه لكفؤ كريم .
قال : فحمل عليه القوم بالحرب ، فلم يزل يحمل عليهم ويحملون عليه وهو في ذلك يطلب الماء ليشرب منه شربة ، فكلّما حمل بنفسه على الفرات حملوا عليه حتّى أحالوه عن الماء ، ثمّ رمى رجل منهم بسهم يكنّى أبا الجنوب الجعفي ، فوقع السهم في جبهته ، فنزع الحسين السهم فرمى به ، وسالت الدماء على وجهه ولحيته ، فقال الحسين رضى اللَّه عنه : اللّهمّ إنّك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة الطغاة! اللّهمّ فأحصهم عدداً ، واقتلهم مدداً ، ۱ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً .

قال : ثمّ حمل عليهم كالليث المغضب ، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلّا لفحه بسيفه لفحة ألحقه بالأرض ، والسهام تقصده من كلّ ناحية وهو يتلقّاها بصدره ونحره ، وهو يقول : يا اُمّة السوء! فبئس ما أخلفتم محمّداً في اُمّته وعترته ، أما إنّكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد اللَّه فتأهبوا قتله ، بل يهون عليكم عند قتلكم إيّاي ، وأيم اللَّه! إنّي لأرجو أن يكرمني اللَّه بهوانكم ، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون .

1.۵ / ۱۱۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
324

قال : ثمّ تقدّم الحسين حتّى وقف قبالة القوم وسيفه مصلت في يده ، وأنشأ من نفسه عازماً على الموت وهو يقول :

أَنا ابنُ عليّ الخير مِن آلِ هاشمِ‏كَفاني بهذا مَفخَرٌ حين أَفخَرُ
وجدّي رسول اللَّه أَكرمُ مَن مَشى‏و نَحنُ سراجُ اللَّه في الخَلقِ يَزهَرُ
وفاطمةٌ اُمّي سلالةُ أحمدو عمّي يدعى ذا الجناحين جَعفرُ
۱وفينا كتابُ اللَّه اُنزل صادقاًو فينا الهُدى والوَحي والخَيرُ يُذكَرُ
وَنَحن أَمانُ الأرض لِلناسِ كلِّهم‏نَصولُ بهذا في الأنامِ ونَفخَرُ
وَنَحنُ وُلاةُ الحَوضِ نسقي ولاتَنابِكأسِ رسولِ اللَّهِ ما لَيسَ يُنكَرُ
وشيعتُنا في الناسِ أَكرَمُ شِيعةٍو مُبغِضُنا يومَ القيامة يَخسَرُ

1.۵ / ۱۱۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5964
صفحه از 512
پرینت  ارسال به