قال : فقالت له المرأة : أسألك باللَّه أن لا تفجعني في نفسك ، فقالت له اُمّه : لا تقبل قولها وارجع إلى مكانك وقاتل بين يدي مولاك وابن بنت نبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم ؛ ليكون غداً في القيامة ممّن يشفع لك عند ربّك! فقام وهب بن عبداللَّه وهو يقول :
إنّي زعيمٌ لَكِ اُمّ وَهَبِبالطعنِ فيهم تارةً والضَربِ
ضَربَ غُلامٍ مؤمنٍ بالربِحتّى يذوقَ القومُ مَسَّ الحَربِ
إنّي امرؤ ذو نجدةٍ وعصبِحَسبي قتيلي مِن عُليم حَسبي
ثمّ حمل ولم يزل يقاتل حتّى قطعت يمينه ، ثمّ قاتل حتّى قطعت شماله ، ثمّ ۱قتُلَ رحمه اللّه .
ثمّ برز من بعده عمرو بن خالد الأزدي وهو يقول :
اليومَ يا نفسُ إلى الرَّحمانِتَمضينَ بالروحِ وبالريحانِ
اليومَ تُجزينَ على الإحسانِقَد كانَ مِنكِ غابِرَ الزمانِ
ما خُطَّ في اللوحِ لَدى الدَيَّانلا تَجزعي فكُلَّ حيّ فانِِ
والصبرُ أحظي لكِ بالأمانِيا معشر الأزدِ بَني قَحطانِ
كونوا لَدى الحَربِ كاُسدٍ حِفانَ
قال : ثمّ حمل فقاتل حتّى قتل رحمه اللّه .
ثمّ تقدّم من بعده ابنه خالد وهو يقول :
صبراً على المَوتِ بَني قَحطانِكَيما تكونوا في رِضَا الرَّحمانِ
ذِي المجدِ والعِزَّةِ والبُرهانِو ذِي العُلى والطَّولِ والإِحسانِ
بأنّنا قَد صِرنَ في الجِنانِوَ فِي قُصورٍ حَسَنِ البُنيانِ
قال : ثمّ حمل ولم يزل يقاتل حتّى قُتل رحمه اللّه .