313
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فقالت له المرأة : أسألك باللَّه أن لا تفجعني في نفسك ، فقالت له اُمّه : لا تقبل قولها وارجع إلى مكانك وقاتل بين يدي مولاك وابن بنت نبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم ؛ ليكون غداً في القيامة ممّن يشفع لك عند ربّك! فقام وهب بن عبداللَّه وهو يقول :

إنّي زعيمٌ لَكِ اُمّ وَهَبِ‏بالطعنِ فيهم تارةً والضَربِ‏
ضَربَ غُلامٍ مؤمنٍ بالربِ‏حتّى يذوقَ القومُ مَسَّ الحَربِ‏
إنّي امرؤ ذو نجدةٍ وعصبِ‏حَسبي قتيلي مِن عُليم حَسبي‏
ثمّ حمل ولم يزل يقاتل حتّى قطعت يمينه ، ثمّ قاتل حتّى قطعت شماله ، ثمّ ۱قتُلَ رحمه اللّه .

ثمّ برز من بعده عمرو بن خالد الأزدي وهو يقول :

اليومَ يا نفسُ إلى الرَّحمانِ‏تَمضينَ بالروحِ وبالريحانِ‏
اليومَ تُجزينَ على الإحسانِ‏قَد كانَ مِنكِ غابِرَ الزمانِ‏
ما خُطَّ في اللوحِ لَدى الدَيَّان‏لا تَجزعي فكُلَّ حيّ فانِ‏ِ
والصبرُ أحظي لكِ بالأمانِ‏يا معشر الأزدِ بَني قَحطانِ‏
كونوا لَدى الحَربِ كاُسدٍ حِفانَ‏
قال : ثمّ حمل فقاتل حتّى قتل رحمه اللّه .

ثمّ تقدّم من بعده ابنه خالد وهو يقول :
صبراً على المَوتِ بَني قَحطانِ‏كَيما تكونوا في رِضَا الرَّحمانِ‏
ذِي المجدِ والعِزَّةِ والبُرهانِ‏و ذِي العُلى والطَّولِ والإِحسانِ‏
بأنّنا قَد صِرنَ في الجِنانِ‏وَ فِي قُصورٍ حَسَنِ البُنيانِ‏
قال : ثمّ حمل ولم يزل يقاتل حتّى قُتل رحمه اللّه .

1.۵ / ۱۰۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
312

اقتربوا منّي يا قتلة أولاد النبيّين! اقتربوا منّي يا قتلة ابن بنت نبيّ ربّ العالمين وذرّيته الباقين! قال : فحمل رجل من أصحاب عبيد اللَّه بن زياد يقال له : بجير بن أوس ۱الضبّي ، فقتله رحمه اللّه ثمّ جال في الصفّين وجعل يقول :

سَلي تُخبري عنّي وأنتِ ذميمةٌغَداةَ حُسينٍ والرماحُ شوارعُ‏
ألَم آتِ أقصى ما كُرِهتِ ولَم يُخِل‏عَلَيَّ غداةَ الروعِ ما أنا صانعُ‏
فَجَرَّدتُهُ في عُصبَةٍ لَيسَ دينُهُم‏كدِيني وإنّي بعد ذاكَ لَقانِعُ‏
وَ قد صَبَروا للطعنِ والضربِ حُسَّراًوَ قَد جالَدوا لو أنَّ ذَلِكَ واقعُ‏
وأَبلِغ عبيدَ اللَّهِ إمّا لقيتَهُ‏بأنّي مطيعٌ للخليفةِ سامعٌ‏
قَتَلتُ بُريراً ثمّ حَمَّلتُ نِعمةًغداةَ الوغى لمّا دعا مَن يقارعُ‏
قال : ثمّ ذكر له بعد ذلك أنّ بريراً كان من عباد اللَّه الصالحين ، وجاءه ابن عمّ له يقال له : عبيد اللَّه بن جابر فقال له : ويلك يا بجير! قتلتَ برير بن حضير ، فبأيّ وجه تلقى اللَّه تعالى غداً؟ قال : فندم حين لم ينفعه الندم ، ثمّ أنشأ يقول :

فَلَو شَاءَ ربِّي ما شَهِدتُ قِتالَهُم‏وَ لا جَعَلَ النَعماءَ عِندَ ابنِ جابرِ
لَقَد كانَ ذاكَ اليومَ عاراً وسُبّةًيُعيّرُهُ الأبناء عندَ المَعاشِرِ
فيا لَيتَ أَنِّي كنتُ في الحربِ حفنةًو يومَ حسينٍ كنتُ في رَمسِ قابِرِ
فيا سوءتا ما ذا أقولُ لخالقي‏و ما حُجّتي يومَ الحسابِ القماطرِ
۲قال : ثمّ خرج وهب بن عبداللَّه بن عمير الكلبي ، وقد كانت معه اُمّه يومئذ ، فقالت له اُمّه : قم يا بنيّ فانصر ابنَ بنت نبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، فقال : أفعل ذلك يا اُمّاه ولا اُقصّر إن شاء اللَّه تعالى . قال : ثمّ خرج إلى القوم وهو يقول :

إن تُنكروني فأنا ابنُ الكَلبِ‏سَوفَ تَروني وتَرَونَ ضَربي‏
وحَملَتي وصَولَتي في الحَربِ‏اُدرِكُ ثأري بَعدَ ثَأرِ صَحبي‏
فأدفعُ الكَربَ إما۳ إلى الكربِ‏ليسَ جِهادي في الوَغى بِاللَّعبِ‏
ثمّ حمل ولم يزل يقتل حتّى قتل منهم جماعة ، ورجع إلى اُمّه وامرأته ، ورجع إلى اُمّه وقال : أرضيت أم لا؟ فقالت اُمّه : لا ، ما رضيت حتّى تُقتل بين يدي مولاك الحسين .

1.۵ / ۱۰۱

2.۵ / ۱۰۲

3.كذا في المصدر ، وفي مقاتل أخر «أمام» بدل «إما إلى» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6215
صفحه از 512
پرینت  ارسال به