311
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسين بن عليّ‏

قال : فأوّل من تقدّم إلى قتال القوم الحرّ بن يزيد الرياحي ، وهو يقول :

إِنّي أنا الحرّ ومَأوى الضَيفِ‏أَضرِبُ في أَعراضِكُم بالسَيفِ‏
۱عَن خَيرِ مَن حَلَّ بِلادَ الخيفِ‏أَضرِبُكُم ولا أَرى مِن حَيفِ‏
قال : وحمل ، ولم يزل يقاتل حتّى عرق فرسه فبقي راجلاً ، فجعل يقاتل وهو يقول :

إِن تنكروني فأنا ابنُ الحُرّأَشجعُ مِن ذي لبدٍ هَزبرِ
وَ لَستُ بالجياد۲ عند الكرّلكنّي الوقاف عند الفرّ
ثمّ لم يزل يقاتل حتّى قُتِل رحمه اللّه فاحتمله أصحاب الحسين رضى اللَّه عنه حتّى وضعوه بين يديه وفيه رمق ، فجعل يمسح وجهه الحسين ويقول : أنتَ الحرّ كما سمّتك اُمّك حرّاً ، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة .

قال : ثمّ جعل رجل من أصحاب الحسين يقول :

لَنِعمَ الحُرّ حرّ بني رياحِ‏و نِعمَ عند مختلفِ الرماحِ‏
نِعمَ الحُرّ إذ نادى حسينٌ‏فجادَ بنفسِهِ عندَ الصَباحِ‏
قال : ثمّ برز من بعده برير بن حضير الهمداني وهو يقول :

أنا بُرَيرٌ وأبي حُضَيرُليسَ يَروعُ الأسدُ عندَ الزئرِ
يَعرِفُ فينا الخَيرَ أَهلُ الخَيرِأضرِبُكُم ولا أَرى مِن ضرّ
ذاكَ فِعلُ الحُرِّ من برير

قال : ثمّ حمل فقاتل قتالاً شديداً وهو يقول : اقتربوا منّي يا قتلة المؤمنين!

1.۵ / ۱۰۰

2.في مقاتل اُخرى «بالجبان» .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
310

بن زياد أنّي أوّل من رمى بسهم إلى عسكر الحسين بن عليّ!

قال : فوقع السهم بين ۱يدي الحسين ، فتنحّى عنه راجعاً إلى ورائه ، وأقبلت السهام كأنّها المطر .
فقال الحسين لأصحابه : أيّها الناس ، هذه رسل القوم إليكم ، فقوموا إلى الموت الذي لابدّ منه .

ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم‏

قال : فوثب أصحاب الحسين فخرجوا من باب خندقهم ، وهم يومئذ اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، والقوم اثنان وعشرون ألفاً لا يزيدون ولا ينقصون ، فحمل بعضهم على بعض فاقتتلوا ساعة من النهار حملة واحدة ، حتّى قتل من أصحاب الحسين نيف وخمسون رجلاً رحمة اللَّه عليهم .

قال : فعندها ضرب الحسين بيده إلى لحيته وجعل يقول : اشتدّ غضب اللَّه على اليهود؛ إذ جعلوا للَّه ولداً ، واشتدّ غضب اللَّه على النصارى‏۲ ، واشتدّ غضب اللَّه على المجوس؛ إذ عبدت الشمس والقمر والنار من دون اللَّه ، واشتدّ غضب اللَّه على قوم اجتمعت آراؤهم على قتل ابن بنت نبيّهم ، واللَّه ، ما أجبتهم إلى شي‏ء ممّا يريدونه أبداً حتّى ألقى اللَّه وأنا مخضّب بدمي . قال : ثمّ صاح الحسين : أما من مغيثٍ يغيثنا لوجه اللَّه؟! أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول اللَّه؟!

قال : فإذا الحرّ بن يزيد الرياحي قد أقبل يركض فرسه حتّى وقف بين يدي الحسين رضى اللَّه عنه ، فقال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، كنت أوّل من خرج عليك ، أ فتأذن لي أن أكون أوّل مقتول بين يديك ، لعليّ أبلغ بذلك درجة الشهداء فألحق بجدّك صلى اللّه عليه و سلم ؟!
فقال الحسين : يا أخي ، إن تبت كنت ممّن تاب اللَّه عليهم ، أَنَّ اللَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .

1.۵ / ۹۹

2.كذا في المصدر والظاهر أنّ فيه سقطاً ، ولعلّ الساقط هو «إذ جعلوه ثالث ثلاثه» كما في مصادر اُخرى ، فراجع .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5712
صفحه از 512
پرینت  ارسال به