305
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

تعرف اللَّه ورسوله؟!

قال : فأطرق عمر بن سعد ساعة إلى الأرض ثمّ رفع رأسه وقال : إنّي واللَّه أعلمه يا برير علماً يقيناً أنّ كلّ مَن قاتلهم وغصبهم على حقوقهم في النار لا محالة ، ولكن ويحك يا برير ، أ تشير عليّ أن أترك ولاية الريّ فتصير لغيري؟ ما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبداً ، ثمّ أنشأ يقول :

دَعاني عُبَيدُ اللَّهِ مِن دونِ قَومِهِ‏إلى خِطَّةٍ فيها خَرَجتُ لِحيني‏
فَو اللَّهِ لا أَدري وإنّي لَواقِفٌ‏على خَطَرٍ بعظمٍ على وسيني‏
أأتركُ مُلكَ الرَيِّ والرَيُّ رَغبَةٌأمَ أرجِعُ مَذموماً بِثَأرِ حُسينِ‏
وَ في قَتلهِ النارُ التي لَيسَ دُونَهاحِجابٌ ومُلكُ الريِّ قُرَّةُ عَينِ‏
قال : فرجع برير بن حضير إلى الحسين فقال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، إنّ عمر بن سعد قد رضي أن يقتلك بملك الري .

قال : فلمّا أيس الحسين من القوم وعلم أنّهم قاتلوه أقبل على أصحابه فقال : قوموا فاحفروا لنا حفيرة حول عسكرنا هذا شبه الخندق وأجّجوا فيه ناراً؛ حتّى يكون قتال القوم من وجه واحد ، لا نقاتلهم ولا يقاتلون فنشتغل بحربهم ولا نضيّع الحرم .

قال : فوثب القوم من كلّ ناحية وتعاونوا وحفروا خندقاً ، ثمّ جمعوا الشوك والحطب وألقوه في الخندق وأجّجوا فيه النار .
و أقبل رجل من معسكر عمر بن سعد يقال له : مالك بن حوزة على فرس له حتّى وقف عند الخندق وجعل ينادي : أبشر يا حسين! فقد تلفحك النار في الدنيا قبل الآخرة! فقال له الحسين : كذبت يا عدو اللَّه! إنّي قادم على ربّ رحيم وشفيع مطاع ، وذلك جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم .

ثمّ قال ۱الحسين : مَن هذا الرجل؟ فقالوا : هذا مالك بن حوزة!

1.۵ / ۹۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
304

فقال له العبّاس بن عليّ رضى اللَّه عنه : تبّاً لك يا شمر ولعنك اللَّه ولعن ما جئت به من أمانك هذا يا عدوّ اللَّه! أتأمرنا أن ندخل في طاعة العناد ونترك نصرة أخينا الحسين رضى اللَّه عنه .
قال : فرجع الشمر إلى معسكره مغتاظاً .

و جمع الحسين أصحابه بين يديه ، وحمد اللَّه وأثنى عليه ، وقال :
اللّهمّ لك ۱الحمد على ما به فضّلتنا وعلّمتنا من القرآن ، وفهّمتنا في الدين ، وأكرمتنا به من كرامة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة وجعلتنا من الشاكرين .

ثمّ أقبل عليهم وقال : إنّي لا أعلم أصحاباً أصحّ منكم ولا أعدل ولا أفضل أهل بيت ، فجزاكم اللَّه عني خيراً ، فهذا الليل قد أقبل فقوموا واتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد صاحبه أو رجل من إخوتي وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ، فإنّهم لا يطلبون غيري ، ولو أصابوني وقدروا على قتلي لما طلبوكم .

قال : فعندها تكلّم إخوته وجميع أهل بيته فقالوا : يا ابن بنت رسول اللَّه ، وماذا يقول الناس؟! و ماذا نقول لهم إذا تركنا شيخنا وسيّدنا وابن بنت نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه و سلم ؟! لم نرم معه بسهم ، ولا نطعن عنه برمح ، ولا نضرب معه بسيف؟! لا واللَّه يا ابن بنت رسول اللَّه ، لا نفارقك أبداً ، ولكنّنا نفديك بأنفسنا ونقتل بين يديك ، ونرد موردك ، فقبّح اللَّه العيش بعدك .

قال : ثمّ قام مسلم بن عوسجة الأسدي وقال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، نحن عليك هكذا ، وننصرف وقد أحاط بك الأعداء! لا واللَّه ، لا يراني اللَّه أفعل ذلك أبداً حتّى أكسر في صدورهم رمحي واُضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي! وو اللَّه ، لو لم يكن معي سلاح اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة أبداً ، ولم اُفارقهم أو أموت بين يديك .

قال : ثمّ قام إليه جماعة كلّهم على نصرته وقالوا : نفديك أنفسنا .

۲قال : وأرسل إليه الحسين رضى اللَّه عنه بريراً ، فقال برير : يا عمر بن سعد ، أ تترك أهل بيت النبوّة يموتون عطشاً وحِلتَ بينهم وبين الفرات أن يشربوه وتزعم أنّك

1.۵ / ۹۳

2.۵ / ۹۴

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6055
صفحه از 512
پرینت  ارسال به