303
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وأمضى منك عزيمة ، والسلام .

و طوى الكتاب وأراد أن يسلّمه إلى رجل يقال له : عبداللَّه بن أبي المحلّ بن حزام العامري ، فقال : أصلح اللَّه الأمير! إنّ عليّ بن أبي طالب قد كان عندنا ههنا بالكوفة فخطب إلينا فزوّجناه بنتاً يقال لها : اُمّ البنين بنت حزام ، فولدت له عبداللَّه وجعفراً والعبّاس ، فهم بنو اُختنا ، وهم مع الحسين ۱أخيهم ، فإن رسمت لنا أن نكتب إليهم كتاباً بأمان منك عليهم متفضّلاً!

فقال عبيد اللَّه بن زياد : نعم وكرامة لكم ، اكتبوا إليهم بما أحببتم ، ولهم عندي الأمان .
قال : فكتب عبداللَّه بن أبي المحلّ بن حزام إلى عبداللَّه والعبّاس وجعفر بني عليّ (رضي اللَّه عنهم) بالأمان من عبيد اللَّه بن زياد ، ودفع الكتاب إلى غلام له يقال له : عرفان ، فقال : سر بهذا الكتاب إلى بني اُختي بني عليّ بن أبي طالب (رحمة اللَّه عليهم) فإنّهم في عسكر الحسين رضى اللَّه عنه ، فادفع إليهم هذا الكتاب وانظر ما ذا يردّون عليك .

قال : فلمّا ورد كتاب عبداللَّه بن أبي المحلّ على بني عليّ ونظروا فيه ، أقبلوا به إلى الحسين فقرأه وقال له : لا حاجة لنا في أمانك؛ فإنّ أمان اللَّه خير من أمان ابن مرجانة .
قال : فرجع الغلام إلى الكوفة فخبّر عبداللَّه بن أبي المحلّ بما كان من جواب القوم . قال : فعلم عبداللَّه بن أبي المحل أنّ القوم مقتولون .

قال : وأقبل شمر بن ذي الجوشن حتّى وقف على معسكر الحسين رضى اللَّه عنه فنادى بأعلى صوته : أين بنو اُختنا : عبداللَّه وجعفر والعبّاس بنو عليّ بن أبي طالب؟
فقال الحسين لإخوته : أجيبوه وإن كان فاسقاً فإنّه من أخوالكم! فنادوه فقالوا : ما شأنك وما تريد؟ فقال : يا بني اُختي ، أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين ، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية!

1.۵ / ۹۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
302

وشرب الحسين من القرب ومن كان معه .

قال : ثمّ أرسل الحسين رحمه اللّه إلى عمر بن سعد إنّي اُريد أن اُكلّمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك .
قال : فخرج إليه عمر بن سعد في عشرين فارساً ، وأقبل الحسين في مثل ذلك ، فلمّا التقيا أمر الحسين أصحابه فتنحّوا عنه ، وبقي معه أخوه العبّاس وابنه عليّ الأكبر (رضي اللَّه عنهم) ، وأمر عمر بن سعد أصحابه فتنحّوا عنه ، وبقي معه حفص ابنه وغلام له يقال له : لاحق .

فقال له الحسين رضى اللَّه عنه : ويحك يا ابن سعد! أما تتّقي اللَّه الذي إليه معادك أن تقاتلني وأنا ابن مَن علمت يا هذا من رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ؟! فاترك هؤلاء وكن معي فإنّي اُقرّبك إلى اللَّه عزّ و جلّ !

فقال له عمر بن سعد : أبا عبداللَّه ، أخاف أن تهدم داري ، فقال له ۱الحسين رضى اللَّه عنه : أنا أبنيها لك .

فقال : أخاف أن تؤخذ ضيعتي ، فقال الحسين : أنا أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز .
قال : فلم يجب عمر إلى شي‏ء من ذلك ، فانصرف عنه الحسين رضى اللَّه عنه وهو يقول : ما لك ذَبَحَكَ اللَّه من على فراشك سريعاً عاجلاً ، ولا غفر اللَّه لك يوم حشرك ونشرك ، فو اللَّه ، إنّي لأرجو أن لا يأكل من برّ العراق إلّا يسيراً .

قال : ورجع عمر بن سعد إلى معسكره ، وإذا كتاب عبيد اللَّه بن زياد قد أقبل على عمر بن سعد يؤنّبه فيه ويقول له : يا ابن سعد ، ما هذه الفترة والمطاولة؟ انظر إن بايع الحسين وأصحابه ونزلوا على حكمي فابعث بهم سلماً ، وإن أبوا ذلك فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم؛ فإنّهم لذلك مستحقّون ، فإذا قتلت الحسين فأوطئ الخيل على ظهره وبطنه! فإذا فعلت ذلك جزيناك جزاء الطائع المطيع ، وإن أبيت ذلك فاقطع حبلنا وجندنا وسلّم ذلك إلى شمر بن ذي الجوشن ، فإنّه أحزم منك أمراً

1.۵ / ۹۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6134
صفحه از 512
پرینت  ارسال به