301
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : فبينما القوم في جوف الليل قد أقبلوا يريدون معسكر الحسين ، إذ استقبلهم جند عمر بن سعد على شاطئ الفرات .
قال : فتناوش القوم بعضهم بعضاً واقتتلوا قتالاً شديداً ، وصاح به حبيب بن مظاهر : ويلك يا أزرق ، مالك ولنا؟ دعنا! قال : واقتتلوا قتالاً شديداً ، فلمّا رأى القوم بذلك انهزموا راجعين إلى منازلهم .

فرجع حبيب بن مظاهر إلى الحسين رضى اللَّه عنه فأعلمه بذلك الخبر ، فقال : لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم .
قال : ثمّ إنّ ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد : أمّا بعد؛ فقد بلغني أنّ الحسين يشرب الماء هو و أولاده وقد حفروا الآبار ونصبوا الأعلام ، فانظر إذا ورد عليك كتابي هذا ، فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت وضيّق عليهم ، ولا تدعهم يشربوا من ماء الفرات قطرة واحدة ، وافعل بهم كما فعلوا بالتقيّ النقيّ عثمان بن عفّان رضي اللَّه عنه ، والسلام .

قال : فعندها ضيّق عليهم عمر بن سعد غاية التضييق ثمّ دعا رجلاً يقال له عمرو بن الحجّاج الزبيدي ، فضم إليه خيلاً عظيمة ، وأمره أن ينزل على الشريعة التي هي حذاء عسكر الحسين رضى اللَّه عنه ، فنزلت الشريعة ، ونادى رجل من ۱أصحاب عمر بن سعد بالحسين فقال : إنّك لن تذوق من هذا الماء قطرة واحدة حتّى تذوق الموت غصّة بعد غصّة أو تنزل على حكم أمير المؤمنين يزيد وحكم عبيد اللَّه بن زياد!!

قال : فاشتدّ العطش من الحسين وأصحابه وكادوا أن يموتوا عطشاً ، فدعا بأخيه العبّاس رحمه اللّه وصيّر إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً وبعث معهم عشرين قربة ، فأقبلوا في جوف الليل حتّى دنوا من الفرات ، فقال عمرو بن الحجّاج : مَن هذا؟

فقالوا : رجال من أصحاب الحسين يريدون الماء! فاقتتلوا على الماء قتالاً عظيماً ، فكان قوم يقتتلون وقوم يملئون القرب حتّى ملئوها ، فقتل من أصحاب عمرو جماعة ولم يقتل من أصحاب الحسين أحد . ثم رجع القوم إلى معسكرهم

1.۵ / ۹۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
300

بهم عنك بعض ما تكره؟!

فقال له الحسين : قد أذنت لك يا حبيب .
قال : فخرج حبيب بن مظاهر في جوف الليل مُنكَراً حتّى صار إلى اُولئك القوم ، فحيّاهم وحيّوه وعرفوا أنّه من بني أسد ، فقالوا : ما حاجتك؟ يا ابن عمّ؟
فقال : حاجتي إليكم قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم ، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، فإنّه في عصابة من المؤمنين ، الرجل منهم خير من ألف رجل ، لن يخذلوه ولن يسلموه ، وفيهم عين نظرت ، وهذا عمر بن سعد قد أحاط به في اثنين وعشرين ألف ، وأنتم قومي وعشيرتي ، وقد جئتكم بهذه النصيحة ، فأطيعوني اليوم في نصرته تنالون غداً شرفاً في الآخرة ، فإنّي اُقسم باللَّه أنّه لا يقتل منكم رجل مع ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم صابراً محتسباً إلّا كان رفيق محمّد صلى اللّه عليه و سلم في أعلى عليّين .

قال : فوثب رجل من بني أسد يقال له بشر بن عبيد اللَّه ، فقال : واللَّه ، أنا أوّل من أجاب إلى هذه الدعوة ، ثمّ أنشأ يقول :

قَد عَلِمَ القَومُ إذا تَواكَلواو أَحَجَمَ الفُرسانُ أو تَناصَلوا
۱إِنّي شُجاعٌ بَطَلٌ مُقاتِلُ‏كأنني كأَنَّني لَيثٌ عَرينٌ باسلُ‏
قال : ثمّ تبادر رجال الحيّ مع حبيب بن مظاهر الأسدي .

قال : وخرج رجل من الحيّ في ذلك الوقت حتّى صار إلى عمر بن سعد في جوف الليل فخبّره بذلك .
فدعا رجلاً من أصحابه يقال له : الأزرق بن حرب الصيداوي ، فضمّ إليه أربعة آلاف فارس ، و وجّه به في جوف الليل إلى حيّ بني أسد مع الرجل الذي جاء بالخبر .

1.۵ / ۸۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6139
صفحه از 512
پرینت  ارسال به