299
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

على ما تحبّون ، وهذا يزيد قد عرفتموه أنّه حسن السيرة ، محمود الطريقة ، محسن إلى الرعيّة ، متعاهد الثغور ، يعطي العطاء في حقّه ، حتّى إنّه كان أبوه كذلك ، وقد زاد أمير المؤمنين في إكرامكم ، و كتب إليَّ يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار ومئتي ألف درهم اُفرّقها عليكم واُخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين بن عليّ ، فاسمعوا له وأطيعوا ، والسلام .

قال : ثمّ نزل عن المنبر ووضع لأهل الشام العطاء فأعطاهم ونادى فيهم بالخروج إلى عمر بن سعد ليكونوا أعواناً له على قتال الحسين .
قال : فأوّل من خرج إلى عمر بن سعد الشمر بن ذي الجوشن السلولي (لعنه اللَّه) في أربعة آلاف فارس ، فصار عمر بن سعد في تسعة آلاف ، ثمّ أتبعه زيد بن ركاب الكلبي في ألفين ، و الحصين بن نمير السكوني في أربعة آلاف ، والمصاب الماري في ثلاثة آلاف ، ونصر بن حربة في ألفين ، فتمّ له عشرون ألفاً .

ثمّ بعث ابن زياد إلى شبث بن ربعي الرياحي رجلاً ، وسأل أن يوجّه إلى عمر بن سعد ، فاعتلّ بمرض ، فقال له ابن زياد : أ تتمارض؟! إن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدونا ، فخرج إلى ۱عمر بن سعد في ألف فارس بعد أن أكرمه ابن زياد وأعطاه وحباه ، وأتبعه بحجّار بن أبجر في ألف فارس ، فصار عمر بن سعد في اثنين وعشرين ألفاً ما بين فارس وراجل .

ثمّ كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد أنّي لم أجعل لك علّة في قتال الحسين من كثرة الخيل والرجال ، فانظر أن لا تبدأ أمراً حتّى تشاورني غدواً وعشيّاً مع كلّ غاد ورائح ، والسلام .
قال : وكان عبيد اللَّه بن زياد في كلّ وقت يبعث إلى عمر بن سعد ويستعجله في قتال الحسين ، قال : والتأمت العساكر إلى عمر بن سعد لستّ مضين من المحرّم .

و أقبل حبيب بن مظاهر الأسدي إلى الحسين بن عليّ فقال : ههنا حيّ من بني أسد بالقرب منّي أَوَ تأذن لي أن أسير إليهم أدعوهم إلى نصرتك؛ فعسى اللَّه أن يدفع

1.۵ / ۸۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
298

نكلّمك! فقال : لا ولا كرامة لك ، إنّما أنا رسول عمر بن سعد ، فإن ۱سمعت منّي بلّغتك ما اُرسلت به ، وإن أبيت انصرفت عنك . فقال له أبو ثمامة الصائدي : فإنّي آخذ سيفك ، فقال : لا واللَّه ، لا يمسّ سيفي أحد ، فقال أبو ثمامة : فتكلّم بما تريد ولا تدن من الحسين ، فإنّك رجل فاسق! قال : فغضب السبيعي ورجع إلى عمر بن سعد وقال : إنّهم لم يتركوني أصل إلى الحسين فأبلغه الرسالة .

قال : فأرسل إليه قرّة بن قيس الحنظلي فأقبل ، فلمّا رأى معسكر الحسين قال الحسين لأصحابه : هل تعرفون هذا؟
فقال حبيب بن مظاهر الأسدي : نعم ، هذا من بني تميم وقد كنت أعرفه بحسن الرأي ، وما ظننت أنّه يشهد هذا المشهد .

قال : وتقدّم الحنظلي حتّى وقف بين يدي الحسين فسلّم عليه وأبلغه رسالة عمر بن سعد ، فقال :
يا هذا ، أعلم صاحبك عنّي أنّي لم أرد إلى ههنا حتّى كتب إليَّ أهل مصركم أن يبايعوني ولا يخذلوني وينصروني ، فإن كرهوني أنصرف عنهم من حيث جئت .
قال : ثمّ وثب إليه حبيب بن مظاهر الأسدي ، فقال : ويحك يا قرّة! عهدي بك وأنت حسن الرأي في أهل البيت ، فما الذي غيرك حتّى أتيتنا في هذه الرسالة؟ فأقم عندنا وانصر هذا الرجل! فقال الحنظلي : لقد قلت الحقّ ، ولكنّي أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأنظر في ذلك .

قال : فانصرف الحنظلي إلى عمر بن سعد وخبّره بمقالة الحسين رضى اللَّه عنه ، وكتب عمر بن سعد إلى عبيد اللَّه بن زياد بذلك ، فكتب إليه يحرّضه على ۲قتله . فقال : إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ . يا ابن زياد كأنّك لا تعرف العواقب! واللَّه المستعان .

۳ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن عليّ رضى اللَّه عنه

قال : ثمّ جمع عبيد اللَّه بن زياد الناس إلى مسجد الكوفة ، ثمّ خرج فصعد المنبر ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّكم قد بلوتم آل سفيان فوجدتموهم

1.۵ / ۸۵

2.۵ / ۸۶

3.۵ / ۸۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5835
صفحه از 512
پرینت  ارسال به