على ما تحبّون ، وهذا يزيد قد عرفتموه أنّه حسن السيرة ، محمود الطريقة ، محسن إلى الرعيّة ، متعاهد الثغور ، يعطي العطاء في حقّه ، حتّى إنّه كان أبوه كذلك ، وقد زاد أمير المؤمنين في إكرامكم ، و كتب إليَّ يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار ومئتي ألف درهم اُفرّقها عليكم واُخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين بن عليّ ، فاسمعوا له وأطيعوا ، والسلام .
قال : ثمّ نزل عن المنبر ووضع لأهل الشام العطاء فأعطاهم ونادى فيهم بالخروج إلى عمر بن سعد ليكونوا أعواناً له على قتال الحسين .
قال : فأوّل من خرج إلى عمر بن سعد الشمر بن ذي الجوشن السلولي (لعنه اللَّه) في أربعة آلاف فارس ، فصار عمر بن سعد في تسعة آلاف ، ثمّ أتبعه زيد بن ركاب الكلبي في ألفين ، و الحصين بن نمير السكوني في أربعة آلاف ، والمصاب الماري في ثلاثة آلاف ، ونصر بن حربة في ألفين ، فتمّ له عشرون ألفاً .
ثمّ بعث ابن زياد إلى شبث بن ربعي الرياحي رجلاً ، وسأل أن يوجّه إلى عمر بن سعد ، فاعتلّ بمرض ، فقال له ابن زياد : أ تتمارض؟! إن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدونا ، فخرج إلى ۱عمر بن سعد في ألف فارس بعد أن أكرمه ابن زياد وأعطاه وحباه ، وأتبعه بحجّار بن أبجر في ألف فارس ، فصار عمر بن سعد في اثنين وعشرين ألفاً ما بين فارس وراجل .
ثمّ كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد أنّي لم أجعل لك علّة في قتال الحسين من كثرة الخيل والرجال ، فانظر أن لا تبدأ أمراً حتّى تشاورني غدواً وعشيّاً مع كلّ غاد ورائح ، والسلام .
قال : وكان عبيد اللَّه بن زياد في كلّ وقت يبعث إلى عمر بن سعد ويستعجله في قتال الحسين ، قال : والتأمت العساكر إلى عمر بن سعد لستّ مضين من المحرّم .
و أقبل حبيب بن مظاهر الأسدي إلى الحسين بن عليّ فقال : ههنا حيّ من بني أسد بالقرب منّي أَوَ تأذن لي أن أسير إليهم أدعوهم إلى نصرتك؛ فعسى اللَّه أن يدفع