297
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فسكت عمر وفي قلبه من الريّ .

۱فلمّا أصبح أقبل حتّى دخل على عبيد اللَّه بن زياد فقال : ما عندك يا عمر؟
فقال : أيّها الأمير ، إنّك قد ولّيتني هذا الأمر وكتبت لي هذا العهد وقد سمع به الناس وفي الكوفة أشراف - وعدّهم - فقال له عبيد اللَّه بن زياد : أنا أعلم منك بأشرافها ، وما اُريد منك إلّا أن تكشف هذه الغمّة وأنت الحبيب القريب ، وإلّا اُردد علينا عهدنا والزم منزلك فإنّا لا نكرهك .

قال : فسكت عمر ، فقال له ابن زياد : يا ابن سعد ، واللَّه لئن لم تسر إلى الحسين وتتولّ حربه و تقدم علينا بما يسوءه لأضربنّ عنقك ولأنهبنّ أموالك .
قال : فإنّي سائر إليه غداً إن شاء اللَّه ، فجزّاه ابن زياد خيراً ووصله وأعطاه وحيّاه ، ودفع إليه أربعة آلاف فارس ، وقال له : سر حتّى تنزل بالحسين بن عليّ ، وانظر أن لا تهنه ولا تقتله وخلِّ بينه وبين الفرات أن يشرب .

قال : فسار عمر في أربعة آلاف فارس ، وسار الحرّ في ألف فارس ، فصار خمسة آلاف فارس .
قال : ثمّ دعا عمر بن سعد رجلاً من أصحابه يقال له عروة بن قيس ، فقال له : امض يا هذا إلى الحسين فقل له : ما تصنع في هذا الموضع؟ وما الذي أخرجه عن مكّة وقد كان مستوطناً بها؟ فقال عروة بن قيس : أيّها الأمير ، إنّي كنت اليوم اُكاتب الحسين ويكاتبني وأنا أستحيي أن أسير إليه ، فإن رأيت أن تبعث غيري فابعث .

قال : فبعث إليه رجلاً يقال له : فلان بن عبداللَّه السبيعي ، وكان فارساً بطلاً شجاعاً لا يردّ وجهه عن شي‏ء ، فقال له عمر بن سعد : امضِ إلى الحسين فسله ما الذي أخرجه عن مكّة وما يريد .

قال : فأقبل السبيعي نحو الحسين ، ثمّ قال له الحسين‏۲ لمّا رآه : ضع سيفك حتّى

1.۵ / ۸۴

2.كذا في المصدر ، ولكن في المصادر الاُخري أنّ القائل هو أبو ثمامة الصائدي .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
296

قال : فكتب عبيد اللَّه بن ۱زياد إلى الحسين : أمّا بعد؛ يا حسين ، فقد بلغني نزولك بكربلاء ، وقد كتب إليَّ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية أن لا أتوسّد الوثير ولا أشبع من الخبز ، أو ألحقك باللطيف الخبير أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية ، والسلام .

فلمّا ورد الكتاب قرأه الحسين ، ثمّ رمى به ، ثمّ قال : لا أفلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق .
فقال له الرسول : أبا عبداللَّه ، جواب الكتاب؟ قال : ما له عندي جواب؛ لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب .
فقال الرسول لابن زياد ذلك ، فغضب من ذلك أشدّ الغضب ، ثمّ جمع أصحابه وقال : أيّها الناس ، مَن منكم تولّى قتال الحسين بن عليّ وَلِيَ ولاية أيّ بلد شاء؟ فلم يجبه أحد بشي‏ء .

قال : فالتفت إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص ، وقد كان عمر بن سعد قبل ذلك بأيّام قد عقد له عبيد اللَّه بن زياد عقداً وولّاه الريّ ودستبى وأمره بحرب الديلم ، فأراد أن يخرج إليها ، فلمّا كان ذلك اليوم أقبل عليه ابن زياد فقال : اُريد أن تخرج إلى قتال الحسين بن عليّ ، فإذا نحن فرغنا من شغله سرت إلى عملك إن شاء اللَّه .

فقال له عمر : أيّها الأمير ، إن أردت أن تعفيني من قتال الحسين بن عليّ فافعل! فقال : قد عفيتك فاردد إلينا عهدنا الذي كتبناه لك واجلس في منزلك نبعث غيرك ، فقال له عمر : أمهلني اليوم حتّى أنظر في أمري! قال : قد أمهلتك .
فانصرف عمر إلى منزله وجعل يستشير بعض إخوانه ومن يثق به ، فلم يشر عليه أحد بشي‏ء غير أنّه يقول له : اتّق اللَّه ولا تفعل .

قال : وأقبل عليه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن اُخته فقال : أنشدك اللَّه يا خال أن تسير إلى الحسين بن عليّ ، فإنّك تأثم بربّك وتقطع رحمك ، وما لك ولسلطان الأرض ، اتّق اللَّه أن تتقدّم يوم القيامة بدم الحسين ابن فاطمة . قال :

1.۵ / ۸۳

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6021
صفحه از 512
پرینت  ارسال به