291
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ولكنّي أقول كما قال أخو الأوس حيث يقول :

سَأمضي وما بِالمَوتِ عارٌ على الفَتى‏إذا ما نَوى خَيراً وجَاهدَ مسلِما
وَ واسى الرجالَ الصالحينَ بِنَفسِهِ‏وَ فَارقَ مَذموماً وخَالفَ مُجرِما
اُقَدِّمُ نَفسي لا اُريد بقاءهالتلقى خَميساً في الوغاءِ عَرَمرَما
فإن عِشتُ لَم اُلَم وإن متّ لم اُذم‏كَفى بِكَ ذُلاًّ أَن تَعيشَ مُرغّما
ثمّ أقبل الحسين إلى أصحابه وقال : هل فيكم أحد يخبر الطريق على غير الجادّة؟ فقال الطرمّاح بن عديّ الطائي : يا ابن بنت رسول اللَّه ، أنا أخبر الطريق .

۱فقال الحسين : إذاً سر بين أيدينا! قال : فسار الطرماح وأتبعه الحسين هو وأصحابه ، وجعل الطرماح يقول :

يا ناقَتي لا تَجزعي مِن زَجري‏و امضِ بنا قبلَ طلوعِ الفَجرِ
بخيرِ فتيانٍ وخيرِ سفري‏إلى رسولِ اللَّهِ أهلِ الفَخرِ
السادةِ البيضِ الوجوهِ الزُهري‏الطاعنينَ بالرماحِ السمري‏
الضاربينَ بالسيوفِ البتري‏حتّى تحلى بكريمِ النجرِ
بماجدِ الجدِّ رَحيبِ الصدرِأتى به اللَّهُ لخيرِ أمرِ
عَمَّرَهُ اللَّهُ بَقاءَ الدهرِيا مالِكَ النفعِ مَعاً والضُرِّ
اُمدُد حُسَيناً سَيِّدي بالنصرِعلى الطُّغاةِ مِن بقايا الكُفرِ
على اللعينَينِ سَلسلَي صَخرِيَزيدَ لا زالَ حَليفَ الخَمرِ
والعودِ والصَنجِ مَعاً والزَمرِو ابنِ زِيادِ العهرِ وابنِ العهرِ
قال : وأصبح الحسين من وراء عذيب الهجانات . قال : وإذا بالحرّ بن يزيد قد ظهر له أيضاً في جيشه ، فقال الحسين : ما وراءك يا ابن يزيد! أليسَ قد أمرتنا أن نأخذ على الطريق فأخذنا وقبلنا مشورتك؟ فقال : صدقت ، ولكن هذا كتاب عبيد اللَّه بن زياد قد ورد عليّ يؤنّبني ويعنّفني في أمرك .

1.۵ / ۷۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
290

أيديهم ، ثمّ تنحّى ، فتقدّموا ونظروا إلى عنوانها ، ثمّ تنحّوا .

فقال الحرّ بن يزيد : أبا عبداللَّه ، لسنا من القوم الذين كتبوا إليك هذه الكتب ، وقد اُمرنا إن لقيناك لا نفارقك حتّى نأتي بك على الأمير ، فتبسّم الحسين ثمّ قال : يا ابن الحرّ ، أو تعلم أنَّ الموتَ أدنى إليك من ذلك ، ثمّ التفت الحسين فقال : احملوا النساء ليركبوا حتّى تنظر ما الذي يصنع هذا وأصحابه؟

قال : فركب أصحاب الحسين وساقوا النساء بين أيديهم ، فقدمت خيل الكوفة حتّى حالت بينهم وبين المسير ، فضرب الحسين بيده إلى سيفه ثمّ صاح بالحرّ : ثكلتك اُمّك! ما الذي تريد أن تصنع؟ فقال الحرّ : أما واللَّه ، لو قالها غيرك من العرب لرددتها عليه كائناً من كان ، ولكن لا واللَّه ما لي إلى ذلك سبيل من ذكر اُمّك ، غير أنّه لابدّ ۱أن أنطلق بك إلى عبيد اللَّه بن زياد ، فقال له الحسين : إذاً واللَّه لا أتبعك أو تذهب نفسي .

قال الحرّ : إذاً واللَّه لا اُفارقك أو تذهب نفسي وأنفس أصحابي .
قال الحسين : برّز أصحابي وأصحابك وابرز إليَّ ، فإن قتلتني خذ برأسي إلى ابن زياد ، وإن قتلتك أرحت الخلق منك .

فقال الحرّ : أبا عبداللَّه ، إنّي لم اُومر بقتلك ، وإنّما اُمرت أن لا أفارقك أو أقدم بك على ابن زياد ، وأنا واللَّه كاره إن سلبني اللَّه بشي‏ء من أمرك ، غير أنّي قد أخذت ببيعة القوم وخرجت إليك ، وأنا أعلم أنّه لا يوافي القيامة أحدٌ من هذه الاُمّة إلّا وهو يرجو شفاعة جدّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، وأنا خائف إن أنا قاتلتك أن أخسر الدنيا والآخرة ، ولكن أنا أبا عبداللَّه لست أقدر الرجوع إلى الكوفة في وقتي هذا ، ولكن خذ عنّي هذا الطريق وامضِ حيث شئت حتّى أكتب إلى ابن زياد أنّ هذا خالفني في الطريق فلم أقدر عليه ، وأنا أنشدك اللَّه في نفسك .

فقال الحسين : يا حرّ ، كأنّك تخبرني أنّي مقتول؟! فقال الحرّ : أبا عبداللَّه ، نعم ما أشكّ في ذلك إلّا أن ترجع من حيث جئت . فقال الحسين : ما أدري ما أقول لك!

1.۵ / ۷۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5989
صفحه از 512
پرینت  ارسال به