287
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

منازلهم خوفاً من بني اُميّة ومن سيوفهم ، فأنشدك باللَّه أن تطلب منّي هذه المنزلة ، وأنا اُواسيك بكلّ ما أقدر عليه وهذه فرسي ملجمة ، واللَّه ، ما طلبت عليها شيئاً إلّا أذقته حياض الموت ، ولا طلبت وأنا عليها فلحقت ، وخذ سيفي هذا فواللَّه ، ما ضربت به إلّا قطعت .

فقال له الحسين رضى اللَّه عنه : يا ابن الحرّ ، ما جئناك لفرسك وسيفك ، إنّما أتيناك لنسألك النصرة ، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شي‏ء من مالك ، ولم أكن بالذي أتّخذ المضلّين عضداً؛ لأنّي قد سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم وهو يقول : من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقّهم إلّا أكبّه اللَّه على وجهه في النار .

ثمّ سار الحسين رضى اللَّه عنه من عنده ورجع إلى رحله .
فلمّا كان من الغد رحل الحسين ، وندم ابن الحرّ على ما فاته من نصرته ، ۱فأنشأ يقول :

أَراها حَسرةً ما دُمتُ حَيّاًتَرَدَّدُ بَينَ صَدري والتَراقي‏
حُسينٌ حِينَ يَطلُبُ بَذلَ نَصري‏عَلى أهلِ العَداوةِ والشِقاقِ‏
فَلو وَاسيتُهُ يَوماً بِنَفسي‏لَنِلتُ كرامةً يَومَ التَلاقي‏
مَع ابنِ مُحَمَّدٍ تَفديهِ نَفسي‏فَودَّعَ ثُمَّ وَلّى بانطِلاقِ‏
غَداةَ يَقولُ لي بِالقَصرِ قَولاًأ تَترُكُنا وتَعزِم بالفِراقِ‏
فَلَو فَلَقَ التَلَهُّبُ قَلبَ حيٍ‏لَهَمَّ القَلبُ مِنّي بانفِلاقِ‏
فَقَد فازَ الذي نَصَرَ الحُسينَ‏و خابَ الأَخسَرونَ ذَوُو النِفاقِ‏
قال : وسار الحسينُ على مرحلتين من الكوفة .

۲ذكرالحرّبن يزيدالرياحي‏لمّا بعثه عبيداللَّه بن زياد لحربه‏الحسين بن‏عليّ(رضي‏اللَّه‏عنهما)

قال : وإذا الحرّ بن يزيد في ألف فارس من أصحاب عبيد اللَّه بن زياد شاكّين في

1.۵ / ۷۳

2.۵ / ۷۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
286

فقال الحسين : لمن هذا الفسطاط؟ فقيل : لرجل يقال له : عبيد اللَّه بن الحرّ الجعفي .
قال : فأرسل الحسين برجل من أصحابه يقال له : الحجّاج بن مسروق الجعفي ، فأقبل حتّى دخل عليه في فسطاطه فسلّم عليه فردّ عليه السلام ، ثمّ قال : ما وراءك؟ فقال الحجّاج : واللَّه ، ورائي يا ابن الحرّ! واللَّه ، قد أهدى اللَّه إليك كرامة إن قبلتها! قال : وما ذاك؟ فقال : هذا الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) يدعوك إلى نصرته ، فإن قاتلت بين يديه اُجرت ، وإن متّ فإنّك استشهدت .

فقال له عبيد اللَّه : واللَّه ، ما خرجت من الكوفة إلّا مخافة أن يدخلها الحسين بن عليّ وأنا فيها ، فلا أنصره؛ لأنّه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلّا وقد مالوا إلى الدنيا إلّا من عصم اللَّه ۱منهم ، فارجع إليه وخبّره بذاك .

فأقبل الحجّاج إلى الحسين فخبّره بذلك ، فقام الحسين ثمّ صار إليه في جماعة من إخوانه ، فلمّا دخل وسلّم وثب عبيد اللَّه بن الحرّ من صدر المجلس ، وجلس الحسين فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال :
أمّا بعد؛ يا ابن الحرّ ، فإن مصركم هذه كتبوا إليّ وخبّروني أنّهم مجتمعون على نصرتي ، وأن يقوموا دوني ويقاتلوا عدوّي ، وأنّهم سألوني القدوم عليهم ، فقدمت ولست أدري القوم على ما زعموا؛ لأنّهم قد أعانوا على قتل ابن عمّي مسلم بن عقيل رحمه اللّه وشيعته ، وأجمعوا على ابن مرجانة عبيد اللَّه بن زياد يبايعني ليزيد بن معاوية ، وأنت يا ابن الحرّ ، فاعلم أنّ اللَّه عزّ و جلّ‏مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيّام الخالية ، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب ، وأدعوك إلى نصرتنا أهل البيت ، فإن اُعطينا حقّنا حمدنا اللَّه على ذلك وقبلناه ، وإن منعنا حقّنا وركبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحقّ .

فقال عبيد اللَّه بن الحرّ : واللَّه يا ابن بنت رسول اللَّه ، لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معكَ لكنت أنا أشدّهم على عدوّك ، ولكنّي رأيت شيعتك بالكوفة وقد لزموا

1.۵ / ۷۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5779
صفحه از 512
پرینت  ارسال به