285
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

الأبيات :

هذا الذي تَعرِفُ البَطحاءُ وطأَتَهُ‏وَ البَيتُ يَعرِفُهُ والحِلُّ والحَرَمُ‏
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ‏هذا التَّقيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ‏
هذا حُسَينٌ رسولُ اللَّه والِدُهُ‏أمسَت بِنورِ هُداهُ تَهتَدي الاُممُ‏
هذا ابنُ فاطمةَ الزهراءِ عِترَتُهافي جَنَّةِ الخُلدِ مَجرِيّاً بها القَلَمُ‏
إذا رأته قُريشٌ قَالَ قائِلُهاإلى مَكارمِ هذا يَنتَهي الكَرَمُ‏
يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ‏رُكنُ الحَطيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ‏
بِكَفِّهِ خَيزُرانٌ ريحُهُ عَبِقٌ‏بِكَفِّ أروَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ‏
يُغضي حَياءً ويُغضي مِن مَهابَتِهِ‏فَلا يُكَلِّمُ إِلّا حينَ يبتَسِمُ‏
يَنشَقُّ نورُ الدُّجىَ عَن نورِ غُرَّتِهِ‏ككالشَّمسِ تَنجابُ عَن إِشراقِها الظُّلَمُ‏
مُشتَقَّةٌ مِن رَسولِ اللَّهِ نَبعَتُهُ‏طابَت أرومَتُهُ والخيمُ والشِّيَمُ‏
في مَعشَرٍ حُبُّهُم شُكرٌ وبُغضُهُمُ‏كُفرٌ وقُربُهُم منجى ومُعتَصَمُ‏
يُستَدفَعُ الضُّرُّ والبَلوى بِحُبِّهِمُ‏و يَستَقيمُ بِهِ الإِحسانُ والنِعَمُ‏
إن عُدَّ أَهلُ النَدى كانوا أئمَّتَهُم‏أو قيلَ : مَن خيرُ أهلِ الأرضِ؟ قيلَ : هُمُ‏
لايَستَطيعُ جَوادٌ بَعدَ جُودِهِمُ‏و لا يُدانيهِمُ قَومٌ وإن كَرمُوا
بُيوتُهُم مِن قُرَيشٍ يُستضاءُ بِهافي النائِبات وعِندَ الحُكم إِن حَكَموا
فَجَدُّهُ مِن قُرَيشٍ في أرومَتِهامُحَمَّدٌ وعليّ بَعدَهُ عَلَمُ‏
قال : ثمّ أقبل الفرزدق على ابن عمّه فقال : واللَّه ، لقد قلت فيه هذه الأبيات غير متعرّض إلى معروفةٍ ، غير أنّي أردت اللَّهَ والدار الآخرة .

قصّة عبيد اللَّه بن الحرّ الجعفي‏

قال : وسار الحسين عليه السلام حتّى نزل في قصر بني مقاتل ، فإذا هو بفسطاط مضروب ، ورمح منصوب ، وسيف معلّق ، وفرس واقف على مذوده .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
284

أقبل عليه ، فسلّم ثمّ دنا منه فقبّل يده ، فقال الحسين : من أين أقبلت يا أبا فراس؟

فقال : من الكوفة يا ابن بنت رسول اللَّه ، فقال : كيف خلّفت أهل الكوفة؟ فقال : خلفت الناس معك وسيوفهم مع بني اُميّة ، واللَّه يفعل في خلقه ما يشاء!
فقال : صدقت وبررت ، إنّ الأمر للَّه يفعل ما يشاء وربّنا تعالى كلّ يوم هو في شأن ، فإن نزل القضاء بما نحبّ فالحمد للَّه على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يعتدِ من كان الحقّ نيّته .
فقال الفرزدق : يا ابن بنت رسول اللَّه! كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم قد قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته؟ قال : فاستعبر الحسين بالبكاء ، ثمّ قال : رحم اللَّه مسلماً فلقد صار إلى ۱روح اللَّه وريحانه وجنّته ورضوانه ، أما إنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا .

قال : ثمّ أنشأ الحسين يقول :

وإن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةًفَدارُ ثوابِ اللَّهِ أعلى وأَنبَلُ‏
إن تَكُنِ الأَبدانُ لِلمَوتِ اُنشِئَت‏فَقَتلُ امرِئٍ بالسَيفِ في اللَّهِ أفضَلُ‏
إن تَكُنِ الأَرزاقُ رِزقاً مُقَدَّراًفَقِلّةُ حِرصِ المَرءِ فِي الرزقِ أجمَلُ‏
إن تَكُنِ الأموالُ لِلتَركِ جَمعُهافَما بَال مَتروكٍ به الخَيرُ يُبخَلُ‏
قال : ثمّ ودّعه الفرزدق في نفر من أصحابه ، ومضى يريد مكّة . فأقبل عليه ابن عمّ له من بني مجاشع فقال : أبا فراس ، هذا الحسين بن عليّ ، فقال الفرزدق : هذا الحسين بن فاطمة الزهراء بنت محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، هذا واللَّه ابن خيرة اللَّه ، وأفضل من مشى على وجه الأرض بعد محمّد ، وقد كنت قلت فيه أبياتاً قبل اليوم ، فلا عليك أن تسمعها .

فقال له ابن عمّه : ما أكره ذلك يا أبا فراس ، فإن رأيت أن تنشدني ما قلت فيه! فقال الفرزدق : نعم ، أنا القائل فيه وفي أبيه وأخيه وجدّه صلوات اللَّه عليهم هذه

1.۵ / ۷۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5844
صفحه از 512
پرینت  ارسال به