ذكر مسير الحسين رضى اللَّه عنه إلى العراق
قال : وخرج الحسين من مكّة يوم الثلاثاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجّة ، ومعه اثنان وثمانون رجلاً من شيعته وأهل بيته ، فسار حتّى إذا بلغ ذات عرق فلقيه رجل من بني أسد يقال له : بشر بن غالب ، فقال له الحسين : ممّن ۱الرجل؟ قال : رجل من بني أسد ، قال : فمن أين أقبلت يا أخا بني أسد؟ قال : من العراق .
فقال : كيف خلّفت أهل العراق؟ قال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، خلّفت القلوب معك والسيوف مع بني اُميّة!
فقال له الحسين : صدقت يا أخا العرب! إنّ اللَّه تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، فقال له الأسدي : يا ابن بنت رسول اللَّه ، أخبرني عن قول اللَّه تعالى : «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَمِهِمْ» .
فقال الحسين : نعم يا أخا بني أسد ، هم إمامان : إمام هدى دعا إلى هدى ، وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة ، فهدى من أجابه إلى الجنّة ، ومن أجابه إلى الضلالة دخل النار .
قال : واتّصل الخبر بالوليد بن عتبة أمير المدينة بأنّ الحسين قد توجّه إلى العراق ، فكتب إلى عبيد اللَّه بن زياد :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، من الوليد بن عتبة إلى عبيد اللَّه بن زياد ، أمّا بعد؛ فإنّ الحسين بن عليّ قد توجّه نحو العراق ، وهو ابن فاطمة ، وفاطمة ابنة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، فاحذر يا ابن زياد أن تبعث إليه رسولاً فتفتح على نفسك ما لا تختار من الخاصّ والعامّ ، والسلام .
قال : فلم يلتفت عبيد اللَّه بن زياد إلى الكتاب .
قال : وسار الحسين حتّى نزل الخزيميّة وأقام بها يوماً وليلة ، فلمّا أصبح أقبلت إليه اُخته زينب بنت عليّ ، فقالت : يا أخي ، ألا أخبرك بشيء سمعته البارحة؟