283
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

فقال الحسين : وما ذاك؟ فقالت : خرجت في بعض الليل لقضاء حاجة فسمعت هاتفاً يهتف و هو يقول :

ألا يا عَينُ فاحتَفِلي بِجُهدِو مَن يَبكِي عَلى الشُهَداءِ بَعدِي‏
عَلى قَومٍ تَسوقُهُمُ المَنايابِمِقدارٍ إلى إِنجازِ وَعدِي‏
فقال لها الحسين : يا اُختاه ، المقضي هو كائن .
قال : وسار الحسين حتّى نزل الثعلبية وذلك في وقت الظهيرة ، فنزل وترك أصحابه ، ثمّ وضع الحسين رأسه ونام ، ثمّ انتبه من نومه باكياً ، فقال له ابنه : ما لك ۱تبكي يا أبتِ لا أبكى اللَّه لك عيناً؟

فقال الحسين : يا بنيّ ، إنّها ساعة لا تكذب فيها الرؤيا ، أعلمك أنّي رأيت فارساً على فرس حتّى وقف عليّ فقال : يا حسين ، إنّكم تسرعون المسير والمنايا بكم تسرع إلى الجنّة ، فعلمت أنّ أنفسنا قد نعيت إلينا .
فقال له ابنه : يا أبتِ ، أَلَسنا على الحقّ؟ قال : بلى يا بني والذي ترجع العباد إليه! فقال عليّ رضى اللَّه عنه : إذاً لا نبالي بالموت . فقال الحسين : جزاك اللَّه عنّي يا بنيّ خيراً جزي به ولد عن والد .

قال : فلمّا أصبح الحسين وإذا برجل من الكوفة يكنّى أبا هرّة الأزدي أتاه فسلّم عليه ، ثمّ قال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، ما الذي أخرجك عن حرم اللَّه وحرم جدّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم ؟
فقال الحسين : يا أبا هرّة ، إنّ بني اُمية أخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيم اللَّه يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية! وليلبسهم اللَّه ذلاًّ شاملاً وسيفاً قاطعاً ، وليسلّطنّ اللَّه عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من قوم سبأ؛ إذ ملكتهم امرأة منهنّ فحكمت في أموالهم وفي دمائهم .

قال : وسار الحسين حتّى نزل الشقوق فإذا هو بالفرزدق بن غالب الشاعر قد

1.۵ / ۷۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
282

ذكر مسير الحسين رضى اللَّه عنه إلى العراق‏

قال : وخرج الحسين من مكّة يوم الثلاثاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجّة ، ومعه اثنان وثمانون رجلاً من شيعته وأهل بيته ، فسار حتّى إذا بلغ ذات عرق فلقيه رجل من بني أسد يقال له : بشر بن غالب ، فقال له الحسين : ممّن ۱الرجل؟ قال : رجل من بني أسد ، قال : فمن أين أقبلت يا أخا بني أسد؟ قال : من العراق .
فقال : كيف خلّفت أهل العراق؟ قال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، خلّفت القلوب معك والسيوف مع بني اُميّة!

فقال له الحسين : صدقت يا أخا العرب! إنّ اللَّه تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، فقال له الأسدي : يا ابن بنت رسول اللَّه ، أخبرني عن قول اللَّه تعالى : «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَمِهِمْ» .
فقال الحسين : نعم يا أخا بني أسد ، هم إمامان : إمام هدى دعا إلى هدى ، وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة ، فهدى من أجابه إلى الجنّة ، ومن أجابه إلى الضلالة دخل النار .

قال : واتّصل الخبر بالوليد بن عتبة أمير المدينة بأنّ الحسين قد توجّه إلى العراق ، فكتب إلى عبيد اللَّه بن زياد :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، من الوليد بن عتبة إلى عبيد اللَّه بن زياد ، أمّا بعد؛ فإنّ الحسين بن عليّ قد توجّه نحو العراق ، وهو ابن فاطمة ، وفاطمة ابنة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، فاحذر يا ابن زياد أن تبعث إليه رسولاً فتفتح على نفسك ما لا تختار من الخاصّ والعامّ ، والسلام .

قال : فلم يلتفت عبيد اللَّه بن زياد إلى الكتاب .
قال : وسار الحسين حتّى نزل الخزيميّة وأقام بها يوماً وليلة ، فلمّا أصبح أقبلت إليه اُخته زينب بنت عليّ ، فقالت : يا أخي ، ألا أخبرك بشي‏ء سمعته البارحة؟

1.۵ / ۶۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5760
صفحه از 512
پرینت  ارسال به