281
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

من قريش وغيرهم من بني هاشم ، وفيه هذه الأبيات :

يا أيُّها الراكِبُ الغادي لِطِيَّتِهِ‏عَلى عُذافِرَةٍ في سَيرة قُحَمُ‏
أبلِغ قُرَيشاً على نَأي المَزارِ بِهابَيني وبَينَ الحُسَينِ اللَّهُ والرحِمُ‏
ومَوقِفٌ بِفِناءِ البَيتِ ينشُدُهُ‏عَهدَ الإِلهِ وما تُوفي بهِ الذِّمَمُ‏
غَنيتُمُ قَومَكُم فَخراً بِأُمِّكُمُ‏اُمٌّ لَعَمري حَصانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ‏
هِيَ التي لا يُداني فَضلَها أحدٌبِنتُ الرسولِ وخَيرُ الناسِ قَد عَلِموا
وفَضْلُها لَكُم فَضلٌ وغَيرُكُمُ‏مِن يَومِكُم لَهُم في فَضلِها قَسَمُ‏
إنّي لأَعلَمُ حقّاً غَيرُ ما كَذِبٍ‏و الطَرفُ يَصدُقُ أَحياناً ويَقتَصِمُ‏
إن سَوفَ يُدرِكُكُم ما تَدَّعونَ بِهاقَتلى تَهاداكُمُ العُقبانُ والرَخَمُ‏
يا قَومَنا لا تَشُبُّوا الحَربَ إذ سَكَنَت‏تَمَسَّكوا بِحِبالِ الخَيرِ واعتَصِموا
قَد غَرَّتِ الحَربُ مَن قَد كانَ قَبلَكُمُ‏مِنَ القُرونِ وقَد بادَت بِها الاُمَمُ‏
فَأَنصِفوا قَومَكُم لا تَهلِكوا بَذَخاًفَرُبَّ ذي بَذَخٍ زَلَّت بِهِ القَدَمُ‏
قال : فنظر أهل المدينة إلى هذه الأبيات ، ثمّ وجّهوا بها وبالكتاب إلى الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) ، فلمّا نظر فيه علم أنّه كتاب يزيد بن معاوية ، فكتب الحسين الجواب :

بسم اللَّه الرحمن الرحيم «وَ إِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِى‏ءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ» ، والسلام .
قال : ثمّ جمع الحسين أصحابه الذين قد عزموا على الخروج معه إلى العراق ، فأعطى كلّ واحد منهم عشرة دنانير وجملاً يحمل عليه زاده ورحله ، ثمّ إنّه طاف بالبيت وبالصفا والمروة ، وتهيّأ للخروج ، فحمل بناته وأخواته على المحامل .


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
280

إليه عبداللَّه بن جعفر :

بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، للحسين بن عليّ ، من عبداللَّه بن جعفر ، أمّا بعد؛ أنشدك اللَّه أن لا تخرج عن مكّة ، فإنّي خائف عليك من هذا الأمر الذي قد أزمعت عليه أن يكون فيه هلاكك و أهل بيتك ، فإنّك إن قتلت أخاف أن يطفئ نور الأرض ، وأنت روح الهدى وأمير المؤمنين ، فلا تعجل بالمسير إلى العراق ، فإنّي آخذ لك الأمان من يزيد وجميع بني اُميّة على نفسك ومالك وولدك وأهل بيتك ، والسلام .

قال : فكتب إليه الحسين بن عليّ :
أمّا بعد؛ فإنّ كتابك ورد عليّ فقرأته وفهمت ما ذكرت ، وأعلمك أنّي رأيت جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم في منامي ، فخبّرني بأمر وأنا ماضٍ له ، لي كان أو عليّ ، واللَّه يا ابن عمّي ، لو كنت في جحر هامة من هوامّ الأرض لاستخرجوني ويقتلوني ، واللَّه يا ابن عمّي ، ليعدين عليّ كما عدت اليهود على السبت والسلام .

قال : وكتب إليه سعيد بن العاص من المدينة : أمّا بعد؛ فقد بلغني أنّك قد عزمت على الخروج إلى العراق ، وقد علمت ما نزل بابن عمّك مسلم بن عقيل رحمه اللّه وشيعته ، وأنا اُعيذك باللَّه من الشيطان ، فإنّي خائف عليك‏منه الهلاك ، ۱وقد بعثت إليك بابني يحيى بن سعيد فأقبل إليَّ معه ، فلك عندنا الأمان والصلة والبرّ والإحسان وحسن الجوار ، واللَّه لك بذلك عليّ شهيد ووكيل ومراع وكفيل ، والسلام .

فكتب إليه الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) :
أمّا بعد؛ فإنّه لن يشاقّ من دعا إلى اللَّه وعمل صالحاً وقال : إنّني من المسلمين ، وقد دعوت إلى البرّ والإحسان ، وخير الأمان أمان اللَّه ، ونحن نسأل اللَّه لنا ولك في الدنيا والآخرة عملاً زكيّاً ، فإن كنت نويت في كتابك هذا إليَّ من برّي وصلتي فجزيت بذلك خيراً في الدنيا والآخرة ، والسلام .

قال : وإذا كتاب يزيد بن معاوية قد أقبل من الشام إلى أهل المدينة على البريد

1.۵ / ۶۸

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5913
صفحه از 512
پرینت  ارسال به