277
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

حتّى استخرجتهما ، فأمكنّي اللَّه منهما بعد حرب ومناقشة ، فقدّمتهما فضربت أعناقهما ، وقد بعثت برأسيهما مع هانئ بن أبي حيّة الوادعي والزبير بن الأروح التميمي ، وهما من أهل الطاعة والسنّة والجماعة ، فليسألهما ۱أمير المؤمنين عمّا تحبّ فإنّهما ذو عقل وفهم وصدق .

قال : فلمّا ورد الكتاب والرأسان جميعاً إلى يزيد بن معاوية ، قرأ الكتاب وأمر بالرأسين فنصبا على باب مدينة دمشق ، ثمّ كتب إلى ابن زياد : أمّا بعد؛ فإنّك لم تعد إذا كنت كما اُحبّ عملت عمل الحازم ، وصلت صولة الشجاع الرابض ، فقد كفيت ووقيت ظنّي ورأيي فيك ، وقد دعوت رسوليك فسألتهما عن الذي ذكرت فقد وجدتهما في رأيهما وعقلهما وفهمهما و فضلهما ومذهبهما كما ذكرت ، وقد أمرت لكلّ واحد منهما بعشرة آلاف درهم وسرّحتهما إليك ، فاستوصِ بهما خيراً ، وقد بلغني أنّ الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) قد عزم على المسير إلى العراق ، فضع المراصد والمناظر واحترس واحبس على الظنّ ، واكتب إليَّ في كلّ يوم بما يتجدّد لك من خير أو شرّ ، والسلام .

ابتداء أخبار الحسين بن عليّ عليهما السلام‏۲

قال : وبلغ الحسين بن عليّ بأنّ مسلم بن عقيل قد قتل رحمه اللّه ، وذلك أنّه قدم عليه رجل من أهل الكوفة فقال له الحسين : مَن أين أقبلت؟ فقال : من الكوفة ، وما خرجت منها حتّى نظرت مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة المذحجي (رحمهما اللَّه) قتيلين مصلوبين منكّسين في سوق القصّابين . وقد وجّه برأسيهما إلى يزيد بن معاوية .

قال : فاستعبر الحسين باكياً ، ثم قال : إِنَّا للَّهِ‏ِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ!
ثمّ إنّه عزم على المسير إلى العراق ، فدخل عليه عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، فقال : يا ابن بنت رسول اللَّه ، إنّي أتيت إليك بحاجة اُريد أن أذكرها لك ، فأنا غير غاشّ لك فيها ، فهل لك أن تسمعها؟

1.۵ / ۶۳

2.۵ / ۶۴


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
276

قال : فزبره ابن زياد ، ثمّ أمر بهانئ بن عروة فاُخرج إلى السوق إلى موضع يباع فيه الغنم وهو مكتوف . قال : وعلم أنّه مقتول فجعل يقول : وا مذحجاه! وا عشيرتاه! ثمّ أخرج يده من الكتاف وقال : أما من شي‏ء فأدفع به عن نفسي؟! قال : فصكّوه ، ثمّ أوثقوه كتافاً ، فقالوا : امدد عنقك! فقال : لا واللَّه ، ما كنت الذي اُعينكم على نفسي ، فتقدّم إليه غلام لعبيد اللَّه بن زياد يقال له : رشيد فضربه بالسيف فلم يصنع شيئاً .

فقال هانئ : إلى اللَّه المعاد ، اللّهمّ إلى رحمتك ورضوانك ، اللّهمّ اجعل هذا اليوم كفّارة لذنوبي! فإنّي إنّما تعصّبت لابن بنت نبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، فتقدّم رشيد وضربه ضربة اُخرى فقتله رحمه اللّه .

قال : ثمّ أمر عبيد اللَّه بن زياد ۱بمسلم بن عقيل وهانئ بن عروة (رحمهما اللَّه) فصلبا جميعاً منكّسين ، وعزم أن يوجّه برأسيهما إلى يزيد بن معاوية ، فأنشأ رجل من بني أسد يقول :

إذا كُنتِ لا تَدرينَ ما المَوتُ فانظُري‏إلى هانِئٍ فِي السوقِ وابنِ عقيلِ‏
إلى بَطَلٍ قَد فَلَّقَ السيفُ رأسَهُ‏و آخَرَ يَهوي مِن جِدارٍ قَتيلِ‏
أَصابَهُما أمرُ الإلهِ فَأَصبَحاأَحاديثَ مَن يَسعى بِكُلِّ سَبيلِ‏
تَرى جَسَداً قَد غَيَّرَ المَوتُ لَونَهُ‏و نَضحَ دَمٍ قَد سالَ كُلَّ مَسيلِ‏
فَتًى كانَ أحيى مِن فتاةٍ حيّيةٍو أَقطَعُ مِن ذي شَفرَتَينِ صَقيلِ‏
فإن أَنتُمُ لَم تَثأَروا بأَخيكُمُ‏فَكُونُوا بَغايا اُرضِيَت بِقَليلِ‏

ذكر كتاب عبيد اللَّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية

قال : ثمّ كتب ابن زياد إلى يزيد بن معاوية : بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، لعبداللَّه يزيد بن معاوية أمير المؤمنين ، من عبيد اللَّه بن زياد ، الحمد للَّه الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقّه وكفاه مؤنة عدوّه ، أخبر أمير المؤمنين أيّده اللَّه أنّ مسلم بن عقيل الشاقّ للعصا قدم إلى الكوفة ، ونزل في دار هانئ بن عروة المذحجي ، وإنّي جعلت عليهما العيون

1.۵ / ۶۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5764
صفحه از 512
پرینت  ارسال به