273
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

تغلّب على وصيّ النبيّ بالحيلة ، وأخذ عنه الخلافة بالغصب وكذلك ابنه يزيد . وأمّا الفتنة فإنّك ألقحتها أنت وأبوك زياد بن علاج من بني ثقيف وأنا أرجو أن يرزقني اللَّه الشهادة على يدي شرّ بريّته ، فو اللَّه ، ما خالفت ولا كفرت ولا بدّلت! وإنّما أنا في طاعة أمير المؤمنين الحسين بن عليّ ابن فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، ونحن أولى بالخلافة من معاوية وابنه وآل زياد .

فقال له ابن زياد :
يا فاسق! ألم تكن تشرب الخمر في المدينة؟ فقال مسلم بن عقيل : أحقّ واللَّه بشرب الخمر منّي مَن يقتل النفس الحرام ، وهو في ذلك يلهو ويلعب كأنّه لم يسمع شيئاً .
فقال له ابن زياد : يا فاسق! منّتك نفسك أمراً أحالك اللَّه دونه وجعله لأهله .
فقال مسلم بن عقيل : ومَن أهله يا ابن مرجانة؟ فقال : أهله يزيد ومعاوية .
فقال مسلم بن عقيل : الحمد للَّه ، كفى باللَّه حكماً بيننا وبينكم .

فقال ابن زياد (لعنه اللَّه) : أ تظن أنّ لك من الأمر شيئاً؟ فقال مسلم بن عقيل : لا واللَّه ، ما هو الظنّ ولكنّه اليقين . فقال ابن زياد : قتلني اللَّه إن لم أقتلك!
فقال مسلم : إنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ، واللَّه ، لو كان معي عشرة ممّن أثق بهم وقدرت على شربة من ماء لطال عليك أن تراني في هذا القصر ، ولكن إن كنت عزمت على قتلي ولابدّ لك من ذلك ، فأقم إليَّ رجلاً من قريش اُوصي إليه بما اُريد .

۱فوثب إليه عمر بن سعد بن أبي وقّاص فقال : أوصِ إليَّ بما تريد يا بن عقيل . فقال : اُوصيك ونفسي بتقوى اللَّه؛ فإنّ التقوى فيها الدرك لكلّ خير ، وقد علمت ما بيني وبينك من القرابة ، ولي إليك حاجة وقد يجب عليك لقرابتي أن تقضي حاجتي .

1.۵ / ۵۷


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
272

فقال له مسلم بن عقيل : ويلك يا هذا! ما أجفاك وأفظّك وأغلظك! أشهد عليك أنّك إن كنت من قريش فإنّك‏مصلق ، وإن كنت من غير قريش فإنك مدّعٍ إلى غير أبيك ، مَن أنت يا عدوّ اللَّه؟

فقال : أنا من عرف الحقَّ إذ أنكرته ، ونصح لإمامه إذ فششته ، وسمع وأطاع إذ خالفته ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي!
فقال له مسلم بن عقيل : أنت أولى بالخلود والحميم؛ إذ آثرت طاعة بني سفيان على طاعة الرسول محمّد صلى اللّه عليه و سلم .
ثمّ قال مسلم بن عقيل رحمه اللّه : ويحكم يا أهل الكوفة! اسقوني شربة من ماء! فأتاه غلام لعمرو بن حريث الباهلي بقلّة فيها ماء وقدح فيها فناوله القلّة ، فكلّما أراد أن يشرب امتلأ القدح دماً ، فلم يقدر أن يشرب من كثرة الدم وسقطت ثنيتاه في القدح ، فامتنع مسلم بن عقيل رحمه اللّه من شرب الماء .
قال : واُتي به حتّى اُدخل على عبيد اللَّه بن زياد .

ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد اللَّه بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل؟

قال : فاُدخل مسلم بن عقيل على عبيد اللَّه بن زياد فقال له الحرسي : سلّم على الأمير ، فقال له مسلم : اسكت لا اُمّ لك! مالك وللكلام؟ واللَّه ، ليس هو لي بأمير فاُسلّم عليه! واُخرى فما ينفعني السلام عليه وهو يريد قتلي؟! فإن استبقاني فسيكثر عليه سلامي .

فقال له عبيد اللَّه بن زياد : لا عليك سلّمت أم لم تسلّم ، فإنّك ۱مقتول!
فقال مسلم بن عقيل : إن قتلتني فقد قَتَلَ شرُّ منك مَن كان خيراً منّي .
فقال له ابن زياد : يا شاقّ! يا عاقّ! خرجت على إمامك ، وشققت عصا المسلمين ، وألقحت الفتنة!

فقال مسلم : كذبت يا ابن زياد ، واللَّه ، ما كان معاوية خليفة بإجماع الاُمّة ، بل

1.۵ / ۵۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5716
صفحه از 512
پرینت  ارسال به