269
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

القصر وأتى إلى المسجد الأعظم فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها ۱الناس ، إنّ مسلم بن عقيل أتى هذا البلاد وأظهر العناد وشقّ العصا ، وقد برئت الذمّة من رجل أصبناه في داره ، ومَن جاء به فله ديته ، اتّقوا اللَّه عباد اللَّه والزموا طاعتكم وبيعتكم ، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلاً ، ومَن أتاني بمسلم بن عقيل فله عشرة آلاف درهم والمنزلة الرفيعة من يزيد بن معاوية ، وله في كلّ يوم حاجة مقضيّة ، والسلام .

ثمّ نزل عن المنبر ودعا الحصين بن نمير السكوني فقال : ثكلتك اُمّك إن فاتتك سكّة من سكك الكوفة لم تطبق على أهلها أو يأتوك بمسلم بن عقيل! فو اللَّه ، لئن خرج من الكوفة سالماً لنريقنّ أنفسنا في طلبه ، فانطلق الآن فقد سلّطتك على دور الكوفة وسككها ، فانصب المراصد وجدّ الطلب حتّى تأتيني بهذا الرجل .

قال : وأقبل محمّد بن الأشعث حتّى دخل على عبيد اللَّه بن زياد ، فلمّا رآه قال : مرحباً بمن لا يُتَّهم في مشورة! ثمّ أدناه وأقعده إلى جنبه . وأقبل ابن تلك المرأة التي مسلم بن عقيل في دارها إلى عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث فخبّره بمكان مسلم بن عقيل عند اُمّه . فقال له عبد الرحمن : اسكت الآن ولا تعلم بهذا أحداً من الناس .

قال : ثمّ أقبل عبد الرحمن بن محمّد إلى أبيه فسارّه في أذنه وقال : إنّ مسلماً في دار طوعة ، ثمّ تنحّى عنه .
فقال عبيد اللَّه بن زياد : ما الذي قال لك عبد الرحمن؟ فقال : أصلح اللَّه الأمير ، البشارة العظمى! فقال : وما ذاك؟ ومثلك من بَشَّرَ بخير . فقال : إنّ ابني هذا يخبرني أنّ مسلم بن عقيل في دار طوعة عند مولاة لنا .

قال : فسرّ بذلك ، ثمّ قال : قم فأت به ولك ما ۲بذلت من الجائزة الحظّ الأوفى .

قال : ثمّ أمر عبيد اللَّه بن زياد خليفته عمرو بن حريث المخزومي أن يبعث مع

1.۵ / ۵۲

2.۵ / ۵۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
268

يقال له : أسد . وكانت المرأة واقفة على باب ۱دارها ، فسلّم عليها مسلم بن عقيل ، فردّت عليه السلام ، ثمّ قالت : ما حاجتك؟

قال : اسقيني شربة من الماء فقد بلغ منّي العطش! قال : فسقته حتّى روي فجلس على بابها ، فقالت : يا عبداللَّه! ما لك جالس أما شربت؟
فقال : بلى واللَّه ولكنّي ما لي بالكوفة منزل ، وإنّي غريب قد خذلني مَن كنت أثق به ، فهل لَكِ في معروف تصطنعيه إليَّ ، فإنّي رجل من أهل بيت شرف وكرم ، ومثلي من يكافئ بالإحسان .

فقالت : وكيف ذلك؟ ومَن أنت؟
فقال مسلم رحمه اللّه : خلّي هذا الكلام وأدخليني منزلك عسى اللَّه أن يكافئك غدا بالجنّة .
فقالت : يا عبداللَّه ، خبّرني اسمك ولا تكتمني شيئاً من أمرك ، فإنّي أكره أن يدخل منزلي من قبل معرفة خبرك وهذه الفتنة قائمة ، وهذا عبيد اللَّه بن زياد بالكوفة .
فقال لها مسلم بن عقيل :
إنّك لو عرفتني حقّ المعرفة لأدخلتني دارك ، أنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب!
فقالت المرأة : قم فادخل رحمك اللَّه! فأدخلته منزلها وجاءته بالمصباح وبالطعام فأبى أن يأكل .

فلم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فلمّا أتى وجد اُمّه تكثر دخولها وخروجها إلى بيت هناك و هي باكية ، فقال لها : يا أمّاه ، إنّ أمرك يريبني لدخولك هذا البيت وخروجك منه باكية ، ما قصّتك؟ فقالت : يا ولداه ، إنّي مخبرتك بشي‏ء لا تفشه لأحد ، فقال لها : قولي ما أحببت ، فقالت له : يا بنيّ ، إنّ مسلم بن عقيل في ذلك البيت ، وقد كان من قصّته كذا وكذا . قال : فسكت الغلام ولم يقل شيئاً ، ثمّ أخذ مضجعه ونام .

فلمّا كان من الغد نادى عبيد اللَّه بن زياد في الناس أن يجتمعوا ، ثمّ خرج من

1.۵ / ۵۱

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6104
صفحه از 512
پرینت  ارسال به