265
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ما دعوت مسلم بن عقيل ولا ۱آويته ، ولكنّه جاءني مستجبراً ، فاستحييت من ردّه وأخذني من ذلك ذمام ، فأمّا إذا قد علمت فخلّ سبيلي حتّى أرجع إليه وآمره أن يخرج من داري فيذهب حيث شاء .

فقال ابن زياد : لا واللَّه ، ما تفارقني أو تأتيني بمسلم بن عقيل!
فقال : إذاً واللَّه لا آتيك به أبداً ، آتيك بضيفي؟! فقال : واللَّه ، لا تفارقني حتّى تأتي به ، فقال : واللَّه ، لا كان ذلك أبداً .
قال فتقدّم مسلم بن عمرو الباهلي وقال : أصلح اللَّه الأمير ، ائذن لي في كلامه ، فقال : كلّمه بما أحببت ولا تخرجه من القصر . قال : فأخذ مسلم بن عمرو بيد هانئ فنحّاه ناحية ، ثمّ قال : ويلك يا هذا! أنشدك باللَّه أن تقتل نفسك أو تدخل البلاء على عشيرتك في سبب مسلم بن عقيل ، يا هذا! سلّمه إليه ، فإنّه لن يقدم عليه بالقتل أبداً ، واُخرى فإنّه سلطان ، وليس عليك في ذلك عار ولا منقصة .

قال هانئ : بلى واللَّه ، عليّ في ذلك من أعظم العار أن يكون مسلم في جواري وضيفي ، وهو رسول ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم وأنا حيّ صحيح الساعدين كثير الأعوان ، واللَّه ، لو لم أكن إلّا وحدي - لكن وأنا كثير الأعوان - لما سلّمته إليه أبداً حتّى أموت .

قال : فردّه مسلم بن عمرو وقال : أيّها الأمير ، إنّه قد أبى أن يسلّم مسلم بن عقيل أو يقتل .

قال : فغضب ابن زياد وقال : واللَّه ، لتأتيني به أو لأضربنّ عنقك! فقال : إذاً واللَّه تكثر البارقة حول دارك .
فقال له ابن زياد : أ بالبارقة تخوّفني؟ ثمّ أخذ قضيباً كان بين يديه فضرب به وجه هانئ ، فكسر به وجهه وأنفه وشقَّ حاجبه .

۲قال : فضرب هانئ بيده إلى قائم سيف من سيوف أصحاب ابن زياد ، فجاذبه ذلك الرجل ومنعه من السيف ، وصاح عبيد اللَّه بن زياد : خذوه! فأخذوه وألقوه في بيت من بيوت القصر وأغلقوا عليه الباب .

1.۵ / ۴۷

2.۵ / ۴۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
264

ذكر هانئ وعبيد اللَّه بن زياد

قال : فركب القوم وساروا إلى هانئ وإذا به جالس على باب داره ، فسلّموا عليه وقالوا له : ما الذي يمنعك من إتيان هذا الأمير ، فقد ذكرك غير مرّة؟
فقال : واللَّه ، ما يمنعني من المصير إليه إلّا العلّة .
فقالوا له : صدقت ، ولكنّه بلغه ۱عنك أنّك تقعد على باب دارك عشيّة واستبطأك ، والإبطاء و الجفاء لا يحتمله السلطان من مثلك؛ لأنّك سيّد في عشيرتك ، ونحن نقسم عليك إلّا ركبت معنا إليه .

قال : فدعا هانئ ثيابه ولبسها ، ودعا ببغلة له فركبها ، وسار مع القوم حتّى إذا صار إلى باب قصر الإمارة كأنّ نفسه أحسّت بالشرّ ، فالتفت إلى حسّان بن أسماء بن خارجة فقال له : يا ابن أخي ، إنّ نفسي تحدّثني بالشرّ!
فقال له حسّان : سبحان اللَّه! يا عم لا أتخوّف عليك ، فلا تحدّثك نفسك بشي‏ء من هذا .

ثمّ دخل القوم على عبيد اللَّه بن زياد وشريح القاضي جالس عنده ، فلمّا نظر إليهم من بعيد التفت إلى شريح القاضي فقال :

اُريد حياتَه ويُريد قتلي‏خَليلي مِن عَذيري مِن مُراد
فقال له هانئ بن عروة : وما ذاك أيّها الأمير؟ فقال : باللَّه يا هانئ جئت بمسلم بن عقيل ، وجمعت له الجموع من السلاح والرجال في الدار حولك ، وظننت أنّ ذلك يخفى عليّ وأنّي لا أعلم؟

فقال : ما فعلت ، قال ابن زياد : بلى قد فعلت ، قال : ما فعلت ، فقال ابن زياد : أين معقل؟

فجاء معقل حتّى وقف بين يديه ، فنظر هانئ إلى معقل مولى زياد فعلم أنّه كان عيناً عليهم ، و أنّه هو الذي أخبر ابن زياد عن مسلم ، فقال : أصلح اللَّه الأمير! واللَّه ،

1.۵ / ۴۶

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5724
صفحه از 512
پرینت  ارسال به