263
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

۱أصحابه يقال له : عبداللَّه بن يربوع التميمي ، فقال : أصلح اللَّه الأمير ، ههنا خير ، فقال له ابن زياد : وما ذاك؟ قال : كنت خارج الكوفة أجول على فرسي وأقلبه ، إذ نظرت إلى رجل قد خرج من الكوفة مسرعاً يريد البادية ، فأنكرته ثمّ لحقته وسألته عن حاله وأمره ، فذكر أنّه من أهل المدينة ، ثمّ نزلت عن فرسي ففتّشته فأصبت معه هذا الكتاب .

قال : فأخذ عبيد اللَّه بن زياد الكتاب ففضّه وقرأه وإذا فيه مكتوب : بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، للحسين بن عليّ ، أمّا بعد؛ فإنّي اُخبرك أنّه قد بايعك من أهل الكوفة نيّف وعشرون ألفاً ، فإذا بلغك كتابي هذا فالعجل العجل ، فإنّ الناس كلّهم معك ، وليس لهم في يزيد بن معاوية رأي و لا هوى ، والسلام .

قال : فقال ابن زياد :
أين هذا الرجل الذي أصبت معه هذا الكتاب؟ قال : بالباب . فقال : ائتوني به! فلمّا دخل ووقف بين يدي ابن زياد فقال له : مَن أنت؟ قال : أنا مولى لبني هاشم ، قال : فما اسمك؟ قال : اسمي عبداللَّه بن يقطين ، قال : من دفع إليك هذا الكتاب؟ قال : دفعه إليَّ امرأة لا أعرفها .

قال : فضحك عبيد اللَّه بن زياد وقال : أخبرني واحدة من ثنتين : إمّا أن تخبرني مَن دفع إليك هذا الكتاب ، فتنجو من يدي ، وإمّا أن تقتل!
فقال : أمّا الكتاب فإنّي لا اُخبرك مَن دفعه إليَّ ، وأمّا القتل فإنّي لا أكرهه ، فإنّي لا أعلم قتيلاً عند اللَّه أعظم ممّن يقتله مثلك .

قال : فأمر عبيد اللَّه بن زياد بضرب عنقه ، فضربت رقبته صبراً رحمه اللّه .
ثمّ أقبل على محمّد بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج وأسماء بن خارجة فقال : صيروا إلى هانئ بن عروة فاسألوه أن يصير إلينا ، فإنا نريد مناظرته .

1.۵ / ۴۵


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
262

فلمّا كان من الغد أقبل معقل مولى عبيد اللَّه بن زياد إلى مسلم بن عوسجة ، فقال له : إنّك كنت وعدتني أن تدخلني على هذا الرجل فأدفع إليه هذا المال ، فما الذي ۱بدا لك في ذلك؟ فقال : إذاً اُخبرك يا أخا أهل الشام! إنّا شُغلنا بموت هذا الرجل شريك بن عبداللَّه ، وقد كان من خيار الشيعة وممّن يتولّى أهل هذا البيت .

فقال معقل مولى عبيد اللَّه بن زياد : ومسلم بن عقيل في دار هانئ؟ فقال : نعم ، قال : فقال معقل : فقم بنا إليه حتّى ندفع إليه هذا المال واُبايعه .
قال : فأخذ مسلم بن عوسجة بيده فأدخله على مسلم بن عقيل فرحّب به مسلم وقرّبه وأدناه وأخذ بيعته ، وأمر أن يقبض منه ما معه من المال . فأقام معقل مولى عبيد اللَّه بن زياد في منزل هانئ يومه ذلك ، حتّى إذا أمسى انصرف إلى عبيد اللَّه بن زياد معجباً لما قد ورد عليه من الخبر .

ثمّ قال عبيد اللَّه لمولاه : انظر إن تختلف إلى مسلم بن عقيل في كلّ يوم لئلّا يستريبك وينتقل من منزل ابن‏۲ هانئ إلى مكان غيره ، فأحتاج أن ألقى في طلبه عتباً .

قال : ثمّ دعا عبيد اللَّه بن زياد محمّد بن الأشعث بن قيس وأسماء بن خارجة الفزاري وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ، فقال : خبّروني عنكم ما الذي يمنع هانئ بن عروة من المصير إلينا؟ فقالوا : إنّه مريض ، فقال عبيد اللَّه بن زياد : قد كان مريضاً غير أنّه قد برئ من علّته ويجلس على باب داره ، فعليكم أن تصيروا إليه وتأمروه أن لا يدع ما يجب عليه من حقّنا ، فإنّي لا اُحبّ أن أستفسر رجلاً مثله؛ لأنّي لم أزل له مكرّماً .

فقالوا : نفعل أصلح اللَّه الأمير ، نلقاه في ذلك ونأمره بما تحبّ .

قال : فبينا عبيد اللَّه بن زياد من هؤلاء القوم في محاورة إذ دخل عليه رجل من‏

1.۵ / ۴۴

2.كذا في المصدر .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5972
صفحه از 512
پرینت  ارسال به