261
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

أمر النصرة إن شاء اللَّه .

قال : فلمّا أصبح عبيد اللَّه بن زياد ركب وسار يريد دار ابن‏۱هانئ ليعود شريك بن عبداللَّه ، قال : فجلس وجعل يسأل منه . قال : وهمّ مسلم أن يخرج إليه ليقتله ، فمنعه من ذلك صاحب المنزل هانئ ، ثمّ قال : جعلت فداك ، في داري صبية وإماء وأنا لا آمن الحدثان . قال : فرمى مسلم بن عقيل السيف من يده وجلس ولم يخرج ، وجعل شريك بن عبداللَّه يرمق الداخلة و هو يقول :

ما تَنظرونَ بسلمَى عندَ فرصتِهافقد وَفَى ودّها واستوسقَ الصَّرَمُ‏
۲فقال له : عبيد اللَّه بن زياد : ما يقول الشيخ؟ فقيل له : إنّه مبرسم أصلح اللَّه الأمير!

قال : فوقع في قلب عبيد اللَّه بن زياد أمر من الاُمور ، فركب من ساعته ورجع إلى القصر .
وخرج مسلم بن عقيل إلى شريك بن عبداللَّه من داخل الدار ، فقال له شريك : يا مولاي جعلت فداك ، ما الذي منعك من الخروج إلى الفاسق ، وقد كنت أمرتك بقتله وشغلته لك بالكلام؟ فقال : منعني من ذلك حديث سمعته من عمّي عليّ بن أبي طالب رضى اللَّه عنه أنّه قال : الإيمان قيد الفتك ، فلم أحبّ أن أقتل عبيد اللَّه بن زياد في منزل هذا الرجل .

فقال له شريك : واللَّه ، لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً منافقاً .
قال : ثمّ لم يلبث شريك بن عبداللَّه إلّا ثلاثة أيّام حتّى مات رحمه اللّه ، وكان من خيار الشيعة غير أنّه يكتم ذلك إلّا عمّن يثق به من إخوانه .
قال :
وخرج عبيد اللَّه بن زياد فصلّى عليه ورجع إلى قصره .

1.كذا في المصدر ، والظاهر أنّها زائدة .

2.۵ / ۴۳


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
260

بن عقيل نيّف وعشرون ألفاً .

قال : وهمّ مسلم بن ۱عقيل أن يثب إلى عبيد اللَّه بن زياد فيمنعه هانئ من ذلك ويقول : لا تعجل؛ فإن العجلة لا خير فيها .
و دعا عبيد اللَّه بن زياد بمولى له : يقال له : معقل فقال : هذه ثلاثة آلاف درهم خذها إليك والتمس لي مسلم بن عقيل حيث كان من الكوفة ، فإذا عرفت موضعه ، فادخل إليه وأعلمه أنّك من شيعته وعلى مذهبه ، وادفع إليه هذه الثلاثة آلاف درهم وقل له : استعن بهذه على عدوّك ، فإنّك إذا دفعت إليه الثلاثة آلاف درهم وثق بناحيتك واطمأنّ عليك ، ولم يكتمك من أمره شيئاً ، وفي غداة غد تعدو عليّ بالأخبار .

قال : فأقبل معقل مولى عبيد اللَّه بن زياد حتّى دخل المسجد الأعظم ، فرأى رجلاً من الشيعة يقال له : مسلم بن عوسجة الأسدي ، فجلس إليه فقال : يا عبداللَّه ، إنّي رجل من أهل الشام غير أنّي اُحبّ أهل هذا البيت واُحبّ من أحبّهم ، ومعي ثلاثة آلاف درهم اُريد أن أدفعها إلى رجل قد بلغني عنه أنّه يقدم إلى بلدكم هذا ، يأخذ البيعة لابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم الحسين بن عليّ ، فإن رأيت هل تدلّني عليه حتّى أدفع إليه المال الذي معي واُبايعه؟ وإن شئت فخذ بيعتي له قبل أن تدلّني عليه .

قال : فظنّ مسلم بن عوسجة أنّ القول على ما يقول ، فأخذ عليه الأيمان المغلّظة والمواثيق و العهود ، وأنّه يناصح ويكون عوناً لمسلم بن عقيل رحمه اللّه على عبيد اللَّه بن زياد ، قال : فأعطاه موثقاً من الأيمان ما وثق به مسلم بن عوسجة ، ثمّ ۲قال له : انصرف عنّي الآن يومي هذا حتّى أنظر ما يكون! قال : فانصرف معقل مولى زياد .

قال : ومرض شريك بن عبداللَّه الأعور الهمداني في منزل هانئ بن عروة ، وعزم عبيد اللَّه بن زياد على أن يصير إليه فيجتمع به ، ودعا شريكُ بن عبداللَّه مسلمَ بن عقيل فقال له : جعلت فداك ، غداً يأتيني هذا الفاسق عائداً وأنا مشغله لك بالكلام ، فإذا فعلت ذلك فقم أنت اخرج إليه من هذه الداخلة فاقتله! فإن أنا عشت فسأكفيك

1.۵ / ۴۱

2.۵ / ۴۲

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6018
صفحه از 512
پرینت  ارسال به