257
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

ثمّ دفع الكتاب إلى مسلم بن عمرو الباهلي ، ثمّ أمره أن يجدّ السير إلى عبيد اللَّه بن زياد .
قال : فلمّا ورد الكتاب على عبيد اللَّه بن زياد وقرأه أمر بالجهاز إلى الكوفة .
قال : وقد كان الحسين بن عليّ قد كتب إلى رؤساء أهل البصرة ، مثل : الأحنف بن قيس ، ومالك بن مسمع ، والمنذر بن الجارود ، وقيس بن الهيثم ، ومسعود بن عمرو ، وعمر بن عبيد اللَّه بن معمر ، فكتب إليهم كتاباً يدعوهم فيه إلى نصرته والقيام معه في حقّه ، فكان كلّ مَن قرأ كتاب الحسين كتمه ، ولم يخبر به أحد إلّا المنذر بن الجارود ، فإنّه خشي أن يكون هذا الكتاب دسيساً من عبيد اللَّه بن زياد وكانت حومة بنت المنذر بن الجارود تحت عبيد اللَّه بن زياد فأقبل إلى عبيد اللَّه بن زياد فخبّره بذلك .

قال : فغضب عبيد اللَّه بن زياد وقال : مَن رسول الحسين بن عليّ إلى البصرة؟ فقال المنذر بن الجارود : أيّها الأمير ، رسوله إليهم مولى يقال له : سليمان رحمه اللّه ، فقال عبيد اللَّه بن زياد : عليّ به! فاُتي بسليمان مولى الحسين وقد كان متخفّياً عند بعض الشيعة بالبصرة ، فلمّا رآه عبيد اللَّه بن زياد لم يكلّمه دون أن أقدمه فضرب عنقه صبراً رحمه اللّه ! ثمّ أمر بصلبه .

ثمّ صعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ، وقال : أمّا بعد؛ يا أهل البصرة ، إنّي لنكل لمن عاداني وسمّ لمن ۱حاربني ، فقد أنصف القارّة من راماها ، يا أهل البصرة ، إنّ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قد ولّاني الكوفة ، وأنا سائر إليها غداً إن شاء اللَّه تعالى ، وقد استخلفت عليكم أخي عثمان بن زياد ، فإيّاكم والخلاف والإرجاف ، فو الذي لا إله إلّا هو ، لو بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنّه ولأقتلنّ عريفه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى حتّى يستقيموا لي ، فاحذروا أن يكون فيكم مخالف أو مشاقّ ، فأنا ابن زياد الذي لم ينازعني عمّ ولا خال ، والسلام . قال : ثم نزل عن المنبر .

1.۵ / ۳۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
256

قال : ثمّ نزل عن المنبر ودخل قصر الإمارة ، وكتب عبداللَّه بن مسلم إلى يزيد بن معاوية يخبره بذلك :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، لعبداللَّه يزيد بن معاوية أمير المؤمنين من شيعته من أهل الكوفة ، أمّا بعد؛ فإنّ مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة ، وقد بايعه الشيعة للحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) وهم خلق كثير ، فإن كان لك‏في الكوفة حاجة ، فابعث إليها رجلاً قوياً ينفّذ فيها أمرك ويعمل فيها بعملك من عدوّك ، فإنّ النعمان بن بشير رجل ۱ضعيف أو هو مضعّف ، و السلام .

قال : ثمّ كتب أيضاً عمارة بن عقبة بن أبي معيط بنحو من ذلك ، فكتب إليه عمر بن سعد بن أبي وقّاص بمثل ذلك .
قال : فلمّا اجتمعت الكتب عند يزيد بن معاوية دعا بغلام أبيه ، وكان اسمه سرجون ، فقال : يا سرجون ، ما الذي عندك في أهل الكوفة فقد قدم مسلم بن عقيل ، وقد بايعه الترابية للحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما)؟
فقال له سرجون : أتقبل منّي ما اُشير به عليك؟ فقال يزيد : قل حتّى أسمع ، فقال : اُشير عليك أن تكتب إلى عبيد اللَّه بن زياد فإنّه أمير البصرة ، فتجعل له الكوفة زيادة في عمله حتّى يكون هو الذي يقدم الكوفة ، فيكفيك أمرهم .

فقال يزيد : هذا لعمري هو الرأي .
ثمّ كتب يزيد إلى عبيد اللَّه بن زياد : أمّا بعد؛ فإنّ شيعتي من أهل الكوفة كتبوا إليَّ ، فخبّروني أنّ مسلم بن عقيل يجمع الجموع ويشقّ عصا المسلمين ، وقد اجتمع عليه خلق كثير من شيعة أبي تراب ، فإذا وصل إليك كتابي هذا فسر حين تقرأه حتّى تقدم الكوفة ، فتكفيني أمرها ، فقد جعلتها زيادة في عملك وضممتها إليك ، فانظر أين تطلب مسلم بن عقيل بن أبي طالب بها؟ فاطلبه طلب الخرزة ، فإذا ظفرت به فاقتله ونفّذ إليَّ رأسه! واعلم أنّه لا عذر لك عندي دون ما أمرتك به ، ۲فالعجل العجل ، والوحا الوحا ، والسلام .

1.۵ / ۳۶

2.۵ / ۳۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5944
صفحه از 512
پرینت  ارسال به