خمسين ومئة ، كلّ كتاب من رجلين وثلاثة وأربعة ، ويسألوه القدوم عليهم ، والحسين يتأنّي في أمره فلا يجيبهم بشيء .
ثمّ قدم عليه بعد ذلك هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبداللَّه الحنفي بهذا الكتاب ، وهو آخر ما ورد على الحسين من أهل الكوفة .
ذكر الكتاب الثاني
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، للحسين بن عليّ أمير المؤمنين ، من شيعته وشيعة أبيه ، أمّا بعد؛ فحيهلا ، فإن الناس منتظرون لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل يا ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ! قد اخضرّت الجنّات ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فأقدم إذا شئت فإنّما تقدم إلى جند لك مجنّد ، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته وعلى أبيك من قبلك .
۱فقال الحسين لهانئ وسعيد بن عبداللَّه الحنفي : خبّراني مَن اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إليَّ؟
فقالا : يا أمير المؤمنين! اجتمع عليه شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجّاج ومحمّد بن عمير بن عطارد .
قال : فعندها قام الحسين فتطهّر وصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، ثمّ انفتل من صلاته وسأل ربّه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة ، ثمّ جمع الرسل فقال لهم :
إنّي رأيت جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماضٍ لأمره ، فعزم اللَّه لي بالخير ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه إن شاء اللَّه تعالى
ذكر كتاب الحسين بن عليّ إلى أهل الكوفة
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين ، سلام عليكم ، أمّا بعد؛ فإنّ هانئ بن