253
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

هانئ وسعيد بن عبداللَّه قدما عليّ بكتبكم ، فكانا آخر من قدم عليّ من عندكم ، وقد فهمت الذي قد قصصتم وذكرتم ، ولست اُقصّر عمّا أحببتم ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي اللَّه عَنه ، وقد أمرته أن يكتب إليَّ بحالكم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم ، وهو متوجّه إلى ما قبلكم إن شاء اللَّه تعالى ، والسلام ولا قوة إلّا باللَّه ، فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم ۱فقوموا مع ابن عمّي وبايعوه وانصروه ولا تخذلوه ، فلعمري! ليس الإمام العادل بالكتاب والعادل بالقسط كالذي يحكم بغير الحقّ ولا يهدي ولا يهتدي ، جَمَعَنا اللَّه وإيّاكم على الهدى وألزمنا وإيّاكم كلمة التقوى ، إنّه لطيف لما يشاء ، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته .

قال : ثمّ طوى الكتاب وختمه ودعا مسلم بن عقيل رحمه اللّه فدفع إليه الكتاب وقال له : إنّي موجّهك إلى أهل الكوفة وهذه كتبهم إليَّ ، وسيقضي اللَّه من أمرك ما يحبّ ويرضى ، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء ، فامضِ على بركة اللَّه حتّى تدخل الكوفة ، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها ، وادع الناس إلى طاعتي ، واخذلهم عن آل أبي سفيان ، فإن رأيت الناس مجتمعين على بيعتي فعجّل لي بالخبر حتّى أعمل على حسب ذلك إن شاء اللَّه تعالى . ثمّ عانقه وودّعه وبكيا جميعاً .

۲ذكر خروج مسلم بن عقيل رضى اللَّه عنه نحو العراق‏

قال : فخرج مسلم بن عقيل من مكّة نحو المدينة مستخفياً؛ لئلّا يعلم به أحد من بني اُميّة ، فلمّا دخل المدينة بدأ بمسجد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ أقبل في جوف الليل حتّى ودّع من أحبّ من أهل بيته ، ثمّ إنّه استأجر دليلين من قيس عيلان يدلّانه على الطريق و يصحبانه إلى الكوفة على غير الجادّة .
قال : فخرج به الدليلان من المدينة ليلاً وسارا ، فغلطا الطريق وجارا عن القصد واشتدّ بهما العطش فماتا جميعاً عطشاً .

1.۵ / ۳۱

2.۵ / ۳۲


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
252

خمسين ومئة ، كلّ كتاب من رجلين وثلاثة وأربعة ، ويسألوه القدوم عليهم ، والحسين يتأنّي في أمره فلا يجيبهم بشي‏ء .

ثمّ قدم عليه بعد ذلك هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبداللَّه الحنفي بهذا الكتاب ، وهو آخر ما ورد على الحسين من أهل الكوفة .

ذكر الكتاب الثاني‏

بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، للحسين بن عليّ أمير المؤمنين ، من شيعته وشيعة أبيه ، أمّا بعد؛ فحيهلا ، فإن الناس منتظرون لا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل يا ابن بنت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ! قد اخضرّت الجنّات ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار ، فأقدم إذا شئت فإنّما تقدم إلى جند لك مجنّد ، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته وعلى أبيك من قبلك .

۱فقال الحسين لهانئ وسعيد بن عبداللَّه الحنفي : خبّراني مَن اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إليَّ؟
فقالا : يا أمير المؤمنين! اجتمع عليه شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجّاج ومحمّد بن عمير بن عطارد .

قال : فعندها قام الحسين فتطهّر وصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، ثمّ انفتل من صلاته وسأل ربّه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة ، ثمّ جمع الرسل فقال لهم :
إنّي رأيت جدّي رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماضٍ لأمره ، فعزم اللَّه لي بالخير ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه إن شاء اللَّه تعالى‏

ذكر كتاب الحسين بن عليّ إلى أهل الكوفة

بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏

من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين ، سلام عليكم ، أمّا بعد؛ فإنّ هانئ بن

1.۵ / ۳۰

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5718
صفحه از 512
پرینت  ارسال به