قال : اكتبوا إليه الآن كتاباً من جماعتكم أنّكم له كما ذكرتم ، وسلوه القدوم عليكم .
قالوا : أ فلا تكفينا أنت الكتاب إليه؟ قال : لا ، بل يكتب جماعتكم .
قال : فكتب القوم إلى الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما .
ذكر الكتاب الأوّل إلى الحسين رضى اللَّه عنه
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، إلى الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) ، من ۱سليمان بن صرد ، و المسيّب بن نجبة ، وحبيب بن مظاهر ، ورفاعة بن شدّاد ، وعبداللَّه بن وال ، وجماعة شيعته من المؤمنين ، أمّا بعد؛ فالحمد للَّه الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبلك ، الجبّار العنيد ، الغشوم الظلوم ، الذي أبتر هذه الاُمة وعضاها ، وتأمّر عليها بغير رضاها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى أشرارها ، فبعداً له كما بعدت ثمود! ثمّ إنّه قد بلغنا أنّ ولده اللعين قد تأمّر على هذه الاُمّة بلا مشورة ولا إجماع ولا علم من الأخبار ، ونحن مقاتلون معك وباذلون أنفسنا من دونك ، فاقبل إليه فرحاً مسروراً مأموناً مباركاً ، سديداً وسيّداً ، أميراً مطاعاً إماماً ، خليفة علينا مهديّاً ، فإنّه ليس عليك إمام ولا أمير إلّا النعمان بن بشير ، وهو في قصر الإمارة وحيد طريد ، ليس يجتمع معه في جمعة ، ولا يخرج معه إلى عيد ، ولا يؤدّى إليه الخراج ، يدعو فلا يجاب ، ويأمر فلا يطاع ، ولو بلغنا أنّكقد أقبلت إلينا أخرجناه عنّا حتّى يلحق بالشام ، فاقدم إلينا فلعل اللَّه عزّ و جلّ أن يجمعنا بك على الحقّ ، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته يا ابن رسول اللَّه ، ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم .
ثمّ طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى عبداللَّه بن سبع الهمداني وعبداللَّه بن مسمع البكري ، ووجّهوا بهما إلى الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) . فقرأ الحسين كتاب أهل الكوفة فسكت ولم يجبهم بشيء .
۲ثمّ قدم عليه بعد ذلك قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبداللَّه الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي وعبداللَّه بن وال التميمي ، ومعهم جماعة نحو