251
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

قال : اكتبوا إليه الآن كتاباً من جماعتكم أنّكم له كما ذكرتم ، وسلوه القدوم عليكم .

قالوا : أ فلا تكفينا أنت الكتاب إليه؟ قال : لا ، بل يكتب جماعتكم .
قال : فكتب القوم إلى الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما .

ذكر الكتاب الأوّل إلى الحسين رضى اللَّه عنه

بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، إلى الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) ، من ۱سليمان بن صرد ، و المسيّب بن نجبة ، وحبيب بن مظاهر ، ورفاعة بن شدّاد ، وعبداللَّه بن وال ، وجماعة شيعته من المؤمنين ، أمّا بعد؛ فالحمد للَّه الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبلك ، الجبّار العنيد ، الغشوم الظلوم ، الذي أبتر هذه الاُمة وعضاها ، وتأمّر عليها بغير رضاها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى أشرارها ، فبعداً له كما بعدت ثمود! ثمّ إنّه قد بلغنا أنّ ولده اللعين قد تأمّر على هذه الاُمّة بلا مشورة ولا إجماع ولا علم من الأخبار ، ونحن مقاتلون معك وباذلون أنفسنا من دونك ، فاقبل إليه فرحاً مسروراً مأموناً مباركاً ، سديداً وسيّداً ، أميراً مطاعاً إماماً ، خليفة علينا مهديّاً ، فإنّه ليس عليك إمام ولا أمير إلّا النعمان بن بشير ، وهو في قصر الإمارة وحيد طريد ، ليس يجتمع معه في جمعة ، ولا يخرج معه إلى عيد ، ولا يؤدّى إليه الخراج ، يدعو فلا يجاب ، ويأمر فلا يطاع ، ولو بلغنا أنّك‏قد أقبلت إلينا أخرجناه عنّا حتّى يلحق بالشام ، فاقدم إلينا فلعل اللَّه عزّ و جلّ أن يجمعنا بك على الحقّ ، والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته يا ابن رسول اللَّه ، ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم .

ثمّ طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى عبداللَّه بن سبع الهمداني وعبداللَّه بن مسمع البكري ، ووجّهوا بهما إلى الحسين بن عليّ (رضي اللَّه عنهما) . فقرأ الحسين كتاب أهل الكوفة فسكت ولم يجبهم بشي‏ء .

۲ثمّ قدم عليه بعد ذلك قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبداللَّه الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي وعبداللَّه بن وال التميمي ، ومعهم جماعة نحو

1.۵ / ۲۸

2.۵ / ۲۹


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
250

والدي ، ولم تزل تأمر بالخير منذ عرفتك ، وكنت مع والدي تشير عليه بما فيه الرشاد ، وقد كان يستنصحك ويستشيرك ، فتشير عليه بالصواب ، فامض إلى المدينة في حفظ اللَّه وكلائه ، ولا يخفى عليّ شي‏ء من أخبارك ، فإنّي مستوطن هذا الحرم ومقيم فيه أبداً ما رأيت أهله يحبّوني وينصروني ، فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم ، واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم الخليل عليه السلام يوم اُلقي في النار : حسبي اللَّه ونعم الوكيل؛ فكانت النار عليه برداً وسلاماً .

قال : فبكى ابن عبّاس وابن عمر في ذلك الوقت بكاء شديداً ، والحسين يبكي معهما ساعة ، ثمً ودّعهما ، وصار ابن عمر وابن عبّاس إلى المدينة ، وأقام الحسين بمكّة قد لزم الصوم والصلاة .
و اجتمعت الشيعة بالكوفة .

ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما۱

قال : واجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي ، فلمّا تكاملوا في منزله قام فيهم خطيباً ، فحمد اللَّه وأثنى ، وصلّى على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم وعلى أهل بيته ، ثمّ ذكر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، فترحّم عليه وذكر مناقبه الشريفة ، ثمّ قال : يا معشر الشيعة ، إنّكم قد علمتم بأنّ معاوية قد صار إلى ربّه وقدم على عمله ، وسيجزيه اللَّه تبارك وتعالى بما قدّم من خير أو شرّ ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد - زاده اللَّه خزياً - وهذا الحسين بن عليّ قد خالفه وصار إلى مكّة خائفاً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه .

فقال القوم : بل ننصره ونقاتل عدوّه ، ونقتل أنفسنا دونه حتّى ينال حاجته .
فأخذ عليهم سليمان بن صرد بذلك ميثاقاً وعهداً أنّهم لا يغدرون ولا ينكثون ، ثمّ

1.۵ / ۲۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5782
صفحه از 512
پرینت  ارسال به