241
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! و على الإسلام السلام إذ قد بليت الاُمّة براع مثل يزيد! ثمّ أقبل الحسين على مروان وقال : ويحك! أ تأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق؟! لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل! لا ألومك على قولك؛ لأنّك اللعين الذي لعنك رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص ، فإنّ مَن لعنه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم لا يمكن له ولا منه إلّا أن يدعو إلى بيعة يزيد .

ثمّ قال : إليك عنّي يا عدوّ اللَّه! فإنّا أهل بيت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، والحقّ فينا وبالحقّ تنطق ألسنتنا ، وقد سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء ، فإذا رأيتم معاوية على منبري فافقروا بطنه! فو اللَّه ، لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما اُمروا به ، قاتلهم اللَّه بابنه يزيد! زاده اللَّه في النار عذاباً .

قال : فغضب مروان بن الحكم من كلام الحسين ، ثمّ قال : واللَّه! لا تفارقني أو تبايع ليزيد بن معاوية صاغراً ، فإنّكم آل أبي تراب قد ملئتم كلاماً وأشربتم بغض آل بني سفيان ، وحقّ عليكم أن تبغضوهم وحقّ عليهم أن يبغضوكم .

قال : فقال له الحسين : ويلك يا مروان! إليك عنّي فإنّك رجس وإنّا أهل بيت الطهارة الذين أنزل اللَّه عزّ و جلّ على نبيه محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، فقال : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» .
قال : فنكس مروان رأسه لا ينطق بشي‏ء ، فقال له الحسين : أبشر يا بن الزرقاء! بكلّ ما تكره من الرسول عليه السلام يوم تقدم على ربّك فيسألك جدّي عن حقّي وحقّ يزيد .

قال : فمضى مروان مغضباً حتّى دخل على الوليد بن عتبة ، فخبّره بما سمع من الحسين بن عليّ .
قال : فعندها كتب الوليد إلى يزيد بن معاوية يخبره بما كان من أهل المدينة ، ۱وما كان من ابن الزبير وأمر السجن ، ثمّ ذكر له بعد ذلك أمر الحسين بن عليّ أنّه

1.۵ / ۱۸


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
240

قال : فمشى رجال من بني عدي إلى عبداللَّه بن عمر بن الخطّاب فقالوا : يا أبا عبد الرحمن ، إنّ صاحبنا عبداللَّه بن مطيع قد حبس مظلوماً لا ذنب له ، واللَّه ، لتخرجنّه أو لتموتنّ من دونه . فقال لهم ابن عمر : لا تعجلوا بالفتنة ولا تسارعوا إليها ، فكم من رجل قد أفسدت الفتنة عليه دينه ودنياه .
قال : ثمّ أرسل ابن عمر إلى مروان بن الحكم فدعاه إليه ، وقال : يا معشر بني اُميّة ، استعينوا باللَّه وبالحقّ على إقامة دينكم ودنياكم ، ولا تظلموا؛ فإنّ الظلم مرتعه وخيم ، ولا تأخذوا بالظنّة والتهمة ، فإنّكم إن استقمتم أعانكم اللَّه ، وإن ظلمتم وكلكم اللَّه إلى أنفسكم ، فكفّوا عن صاحبنا هذا عبداللَّه بن مطيع وخلّوا سبيله ، فإنّا لا نعلم أنّ لكم عليه سبيلاً ولا حقّاً تحبسونه به ، فإن زعمتم أنّكم ما حبستموه إلّا لحقٍّ فافعلوا ذلك ، وإن كنتم إنّما حبستموه على الظنّ فإنّا لا ندع صاحبنا يحبس مظلوماً .

فقال مروان : إنّما نحن حبسناه بأمر أمير المؤمنين يزيد ، وعليكم أن تكتبوا في ذلك إلى أمير المؤمنين ونكتب نحن أيضاً ، فإنّه لا يكون إلّا ما تحبّون .
قال : فوثب أبو جهم بن حذيفة العدوي فقال : نكتب وتكتبون وابن العجماء محبوس؟! لا واللَّه ، لا يكون ذلك أبداً .
ثمّ وثب بنو عدي فجعلوا يحضرون حتّى صاروا إلى باب السجن ، فاقتحموا على عبداللَّه بن مطيع ، فأخرجوه وأخرجوا كلّ من كان في السجن ولم يتعرّض إليهم أحد .

فاغتمّ لذلك الوليد بن عتبة وأراد أن يكتب بذلك إلى يزيد ، فلبث ولم يكتب .
قال : وأصبح الحسين من الغد خرج من منزله ليستمع الأخبار ، فإذا هو ۱بمروان بن الحكم قد عارضه في طريقه ، فقال : أبا عبداللَّه ، إنّي لك ناصح فأطعني ترشد وتسدّد .

فقال الحسين : وما ذلك قل حتّى أسمع! فقال مروان : أقول إنّي آمرك ببيعة أمير المؤمنين يزيد ، فإنّه خولك في دينك ودنياك ، قال : فاسترجع الحسين وقال : إِنَّا للَّهِ‏ِ

1.۵ / ۱۷

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5831
صفحه از 512
پرینت  ارسال به