وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! و على الإسلام السلام إذ قد بليت الاُمّة براع مثل يزيد! ثمّ أقبل الحسين على مروان وقال : ويحك! أ تأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق؟! لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل! لا ألومك على قولك؛ لأنّك اللعين الذي لعنك رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص ، فإنّ مَن لعنه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم لا يمكن له ولا منه إلّا أن يدعو إلى بيعة يزيد .
ثمّ قال : إليك عنّي يا عدوّ اللَّه! فإنّا أهل بيت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم ، والحقّ فينا وبالحقّ تنطق ألسنتنا ، وقد سمعت رسول اللَّه صلى اللّه عليه و سلم يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء ، فإذا رأيتم معاوية على منبري فافقروا بطنه! فو اللَّه ، لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما اُمروا به ، قاتلهم اللَّه بابنه يزيد! زاده اللَّه في النار عذاباً .
قال : فغضب مروان بن الحكم من كلام الحسين ، ثمّ قال : واللَّه! لا تفارقني أو تبايع ليزيد بن معاوية صاغراً ، فإنّكم آل أبي تراب قد ملئتم كلاماً وأشربتم بغض آل بني سفيان ، وحقّ عليكم أن تبغضوهم وحقّ عليهم أن يبغضوكم .
قال : فقال له الحسين : ويلك يا مروان! إليك عنّي فإنّك رجس وإنّا أهل بيت الطهارة الذين أنزل اللَّه عزّ و جلّ على نبيه محمّد صلى اللّه عليه و سلم ، فقال : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» .
قال : فنكس مروان رأسه لا ينطق بشيء ، فقال له الحسين : أبشر يا بن الزرقاء! بكلّ ما تكره من الرسول عليه السلام يوم تقدم على ربّك فيسألك جدّي عن حقّي وحقّ يزيد .
قال : فمضى مروان مغضباً حتّى دخل على الوليد بن عتبة ، فخبّره بما سمع من الحسين بن عليّ .
قال : فعندها كتب الوليد إلى يزيد بن معاوية يخبره بما كان من أهل المدينة ، ۱وما كان من ابن الزبير وأمر السجن ، ثمّ ذكر له بعد ذلك أمر الحسين بن عليّ أنّه