25
موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)

رجع الحديث إلى حديث عمّار الدهني ، عن أبي جعفر :

قال : فبينا هو ۱كذلك إذ خرج الخبر إلى مذحج ، فإذا على باب القصر جلبة سمعها عبيد اللَّه ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : مذحج ، فقال لشريح : اخرج إليهم فاعلمهم أنّي إنّما حبسته لاُسائله ، وبعث عيناً عليه من مواليه يسمع ما يقول ، فمرّ بهانى‏ء بن عروة ، فقال له هانئ : اتّق اللَّه يا شريح ، فإنّه قاتلي .
فخرج شريح حتّى قام على باب القصر ، فقال : لا بأس عليه ، إنّما حبسه الأمير ليسائله ، فقالوا : صدق ، ليس على صاحبكم بأس ، فتفرّقوا .

فأتى مسلماً الخبر ، فنادى بشعاره ، فاجتمع إليه أربعة آلاف من أهل الكوفة ، فقدّم مقدّمته ، وعَبَّى ميمنته وميسرته ، وسار في القلب إلى عبيد اللَّه ، وبعث عبيد اللَّه إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر ، فلمّا سار إليه مسلم ، فانتهى إلى باب القصر ، أشرفوا على عشائرهم ، فجعلوا يكلّمونهم ويردّونهم ، فجعل أصحاب مسلم يتسلّلون حتّى أمسى في خمسمئة ، فلمّا اختلط الظلام ذهب اُولئك أيضاً .
فلمّا رأى مسلم أنّه قد بقي وحده يتردّد في الطرق أتى باباً فنزل عليه ، فخرجت إليه امرأة ، فقال لها : اسقيني ، فسقته ، ثمّ دخلت فمكثت ما شاء اللَّه ، ثمّ خرجت فإذا هو على الباب ، قالت : يا عبداللَّه ، إنّ مجلسك مجلس ريبة ، فقم .
قال : إنّي أنا مسلم بن عقيل ، فهل عندكِ مأوى؟
قالت : نعم ، ادخل ، وكان ابنها مولى لمحمّد بن الأشعث ، فلمّا علم به الغلام انطلق إلى محمّد فأخبره ، فانطلق محمّد إلى عبيد اللَّه فأخبره .

فبعث عبيد اللَّه عمرو بن حريث المخزومي - وكان صاحب شرطة - إليه ، ومعه عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث ، فلم يعلم مسلم حتّى أحيط بالدار ، فلمّا رأى ذلك مسلم خرج إليهم بسيفه فقاتلهم ، فأعطاه عبد الرحمن الأمان ، فأمكن من يده ،

1.۵ / ۳۵۰


موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
24

وقال عبيد اللَّه لوجوه أهل الكوفة : ما لي أرى هانئ بن عروة لم يأتني فيمن أتاني! قال : فخرج إليه محمّد بن الأشعث في ناس من قومه وهو على باب ۱داره ، فقالوا : إنّ الأمير قد ذكرك واستبطأك ، فانطلق إليه ، فلم يزالوا به حتّى ركب معهم وسار حتّى دخل على عبيد اللَّه وعنده شريح القاضي ، فلمّا نظر إليه قال لشريح : أتتك بحائن رجلاه ، فلمّا سلّم عليه قال : يا هانئ ، أين مسلم؟

قال : ما أدري ، فأمر عبيد اللَّه مولاه صاحب الدراهم فخرج إليه ، فلمّا رآه قُطِعَ به ، فقال : أصلح اللَّه الأمير! واللَّه ، ما دعوته إلى منزلي ولكنّه جاء فطرح نفسه عليَّ .
قال : ائتني به .
قال : واللَّه ، لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه .
قال : ادنوه إليَّ ، فأدني فضربه على حاجبه فشجّه .
قال : وأهوى هانئ إلى سيف شرطي ليسلّه ، فدُفِعَ عن ذلك ، وقال : قد أحلّ اللَّه دمك ، فأمر به فحبس في جانب القصر .

وقال غير أبي جعفر : الذي جاء بهانى‏ء بن عروة إلى عبيد اللَّه بن زياد عمرو بن الحجّاج الزبيدي .

ذكر من قال ذلك :

حدّثنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا أبو قتيبة ، قال : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، قال : حدّثنا عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، فجلس في مجلس ابن زياد فحدّث ، قال : طردت اليوم حمراً فأصبت منها حماراً فعقرته . فقال له عمرو بن الحجّاج الزبيدي : إنّ حماراً تعقره أنت لحمار حائن ، فقال : ألا اُخبرك بأحين من هذا كلّه؟! رجل جي‏ء بأبيه كافراً إلى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فأمر به أن يضرب عنقه ، فقال : يا محمّد فمن للصبية؟ قال : النار ، فأنت من الصبية ، وأنت في النار ، قال : فضحك ابن زياد .

1.۵ / ۳۴۹

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسین علیه السّلام فی الکتاب و السّنّة و التّاریخ (المقاتل)
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/08/1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5940
صفحه از 512
پرینت  ارسال به