وقال عبيد اللَّه لوجوه أهل الكوفة : ما لي أرى هانئ بن عروة لم يأتني فيمن أتاني! قال : فخرج إليه محمّد بن الأشعث في ناس من قومه وهو على باب ۱داره ، فقالوا : إنّ الأمير قد ذكرك واستبطأك ، فانطلق إليه ، فلم يزالوا به حتّى ركب معهم وسار حتّى دخل على عبيد اللَّه وعنده شريح القاضي ، فلمّا نظر إليه قال لشريح : أتتك بحائن رجلاه ، فلمّا سلّم عليه قال : يا هانئ ، أين مسلم؟
قال : ما أدري ، فأمر عبيد اللَّه مولاه صاحب الدراهم فخرج إليه ، فلمّا رآه قُطِعَ به ، فقال : أصلح اللَّه الأمير! واللَّه ، ما دعوته إلى منزلي ولكنّه جاء فطرح نفسه عليَّ .
قال : ائتني به .
قال : واللَّه ، لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه .
قال : ادنوه إليَّ ، فأدني فضربه على حاجبه فشجّه .
قال : وأهوى هانئ إلى سيف شرطي ليسلّه ، فدُفِعَ عن ذلك ، وقال : قد أحلّ اللَّه دمك ، فأمر به فحبس في جانب القصر .
وقال غير أبي جعفر : الذي جاء بهانىء بن عروة إلى عبيد اللَّه بن زياد عمرو بن الحجّاج الزبيدي .
ذكر من قال ذلك :
حدّثنا عمرو بن عليّ ، قال : حدّثنا أبو قتيبة ، قال : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، قال : حدّثنا عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، فجلس في مجلس ابن زياد فحدّث ، قال : طردت اليوم حمراً فأصبت منها حماراً فعقرته . فقال له عمرو بن الحجّاج الزبيدي : إنّ حماراً تعقره أنت لحمار حائن ، فقال : ألا اُخبرك بأحين من هذا كلّه؟! رجل جيء بأبيه كافراً إلى رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فأمر به أن يضرب عنقه ، فقال : يا محمّد فمن للصبية؟ قال : النار ، فأنت من الصبية ، وأنت في النار ، قال : فضحك ابن زياد .